يعقد الائتلاف الوطني السوري المعارض، اليوم، اجتماعا في القاهرة، غداة تصريحات لافتة لرئيسه أحمد معاذ الخطيب، أبدى فيها استعدادا مشروطا لمحاورة النظام، بحسب ما أفاد أحد أعضاء الائتلاف. وقال سمير النشار، عضو الائتلاف، إن "اجتماعا سيعقد اليوم في القاهرة" بناء على دعوة سابقة من الخطيب، مشيرا إلى أنه كان مخصصا "للنقاش حول توزيع مساعدات مالية وصلت إلى الائتلاف، وأسس القيام بذلك على المحافظات السورية". لكنه أوضح أن التصريحات "غيرت الأولويات وأثارت نوعا من التساؤلات". وأشار النشاز إلى أن جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، الذي يشكل أحد أبرز مكونات الائتلاف، غادر باريس ليل أمس إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع، بعدما لم يكن ينوي القيام بذلك "نظرا لارتباطه بالتزامات أخرى". وكان الخطيب قال، الأربعاء على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه "مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول"، بشرط إطلاق 160 ألف معتقل وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج. ورد المجلس الوطني معتبرا أن التصريحات تتناقض مع مبادئ الائتلاف، الرافضة للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد. ولاحقا، شدد الخطيب على أن تصريحاته هي "رأيي الشخصي"، وأن موقف الائتلاف سيحدد في اجتماع اليوم. ومن جهته، أكد منذر ماخوس، سفير الائتلاف في العاصمة الفرنسية، الاستعداد للتحاور مع ممثلين للنظام، باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد والمحيطين به. وأكد لإذاعة "أوروبا 1": "مستعدون للتحاور مع ممثلين عن بشار، ويمكن أن يوكل سلطاته إلى أشخاص آخرين في النظام، من أجل التوصل إلى حل سياسي إذا كان ذلك ممكنا". إلا أنه اشترط عدم مشاركة الأسد وأي من المحيطين به في الحوار "لأنهم مجرمو حرب". وفي دمشق، تطرقت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام إلى تصريحات الخطيب وردود الفعل عليها، معتبرة أنها دليل على "تفكك المعارضة السورية في الخارج وتفسخها، وعدم تمكنها من اتخاذ موقف موحد إزاء الأزمة السورية وسبل حلها". وقالت إن التحول في موقف الخطيب يأتي "بعد ساعات من اجتماع فاشل للائتلاف في باريس، وبعد صدور بيان للمجتمعين من معارضة في جنيف أيدت فكرة الحوار". وكان الائتلاف طلب، في اجتماع الاثنين في العاصمة الفرنسية حضره دبلوماسيون دوليون، تقديم دعم ملموس يشمل المال والسلاح. وفي اليوم التالي، دعا مؤتمر للمعارضة السورية، عُقد في جنيف وضم بشكل أساسي ممثلين للمعارضة السورية في الداخل، إلى عقد مؤتمر جنيف-2، يستند إلى مؤتمر جنيف الذي عُقد في يونيو الماضي لحل الأزمة السورية، وصدرت عنه خطة انتقالية لا تشير مباشرة إلى رحيل الرئيس الأسد عن السلطة. وتوقعت الصحيفة "ظهور تجمع جديد أكثر واقعية وحنكة، هدفه ليس جني المال العربي والغربي، بل العمل على إخراج سوريا من أزمتها، والمضي نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي لا مكان فيه للأصولية السياسية والعسكرية".