جلس وسط أتباعه على رصيف «السيدة» يجهز صوانى وحلل الطعام، السيدات يعملن بكل همة على «البواجير»، والرجال يفترشون المكان بسجاجيد خضراء، لكى يتسنى لمريدى السيدة، فى الليلة الختامية للمولد، الجلوس وتناول الطعام، وبين وقت وآخر تجده ينادى: «شى لله يا خضرة يا شريفة، بركاتك علينا يا سيدة زينب». لم يرفض الشيخ حسن عبدالمجيد، خليفة خلفاء الطريقة البرهامية، الحديث عن احتفال أتباع الطريقة بمولد السيدة زينب: «ولم لا فالكل يجب أن يعرف فضل السيدة». بجلبابه الرمادى اللون، وطاقيته البيضاء، حكى عن الليلة الختامية للمولد: «زى كل سنة فرشنا المكان وقدمنا الطعام للمارة وكله خدمة لوجه الله.. لا نريد منهم جزاء ولا شكورا». انتماء الشيخ حسن للمجلس الأعلى للطرق الصوفية جعله حريصا على الحضور سنويا للمولد رغم سنوات عمره التى تعدت السبعين: «مش ده بس.. أنا بروح كل الموالد فى كل بر مصر من أول إسكندرية لغاية أسوان، أصل بعد السن دى هعوز إيه تانى غير رضا ربنا وآل البيت». ورث الشيخ حسن انتماءه لطريقة صوفية عن والده، حرص هو الآخر أن يورثه لأولاده: «عندى ثلاث بنات وولدين؛ عبدالمجيد مهندس زراعى فى جامعة الملك فهد، وأحمد دكتور فى القانون بجامعة القاهرة، وكلهم ورثوا الطريقة وبييجوا رغم مناصبهم يحتفلوا ويساعدونى». «الملوخية واللحمة يا عبدالمعز بسرعة».. نداء يوجهه عبدالمجيد لشخص يدعى «عبدالمعز»، كلما لمح شخصا يقترب من المكان الذى يجلس فيه، ولا يتركه إلا بعد أن يأكل. ابتهاج الشيخ بالمولد اختفى عند سماعه خبر فوز محمد مرسى بكرسى الرئاسة: «فوز إيه.. مين اللى قال الكلام ده.. عمر ما مرسى هيفوز بكرسى الرئاسة.. ولو وصل أهل البيت هيقفوا له». ويبرر الشيخ رفضه ل«مرسى رئيسا» بأنه -أى مرسى- سيعمل على هدم الأضرحة وإيقاف الاحتفالات بمولد آل البيت، فهذا هو منهج الإخوان إذا وصلوا للرئاسة: «أيام مرض إنفلونزا الخنازير ما قدروش يلغوا الاحتفال، لكن مرسى يعملها علشان كدة عمره ما هياخد الرئاسة، رئيسة الديوان مش هترضى عليه».