الدعوات ودموع العاجزين ونبرات المحتاجين وسط التواشيح والأغاني الدينية والسرادقات المتعددة أمام مسجد السيدة زينب الممتلئة بآلاف الجموع الذين أتوا من مختلف القري والمحافظات للاحتفال بمولد السيدة زينب رضي الله عنها فهذا المولد يمثل أقرب الموالد إلي قلوب هؤلاء الحشود الكثيرة خاصة أن الاحتفال بهذا المولد مختلف عن غيره. فنجد الطريقة البرهامية التي تحتل المركز الأول في مراسم الاحتفال حيث أكد الشيخ محمد البرهامي شيخ عموم السادة البرهامية الدسوقية في جمهورية مصر العربية والعالم الإسلامي أن هذه الطريقة في الاحتفال تنتمي إلي العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي فهو من علماء الإسلام وكان له كرامات عديدة فعهده شهد الكثير من الخير لذلك قررنا حفظ جميل هذا الشيخ الجليل واتباع سنته في الاحتفال بمولد أم العواجز السيدة زينب رضي الله عنها وأضاف البرهامي:إننا اعتدنا كل عام علي إقامة سرادق كبير أمام المسجد العظيم حتي نكون بجانب الطاهرة السيدة زينب لنحتفل معها بعيد مولدها ونقيم الشعائر الدينية والمدائح النبوية من كلام السادة الصوفية من السلف الصالح مثل أدعية الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي وسيدي عبدالكريم الجيلي وغيرهما فضلا عن المحاضرات الدينية التي يلقيها أكبر شيوخ السادة البرهامية. وبينما نجد أيضا الطريقة الرفاعية وهي نسبة إلي الشيخ أحمد الرفاعي الذي كان رفيق السيدة زينب رضي الله عنها في رحلتها لإطعام المساكين وتلبية احتياجاتهم لذلك نجد أن مقام هذا الشيخ يحتل مكانة كبيرة بين أتباعه ومن هنا نجد في منطقة القلعة مكانا خاصا يسمي الساجدة التابعة للشيخ الرفاعي حيث إن هذه الساجدة ترسل خطابات سنويا إلي الآلاف من الناس في العديد من القري والنجوع والمحافظات لمجيء الاحتفال بمولد السيدة زينب. وفي هذه الخطابات موعد محدد للإقامة والعودة بعد انتهاء مراسم الاحتفال بهذا المولد. فيكون الاحتفال عبارة عن إطعام كل من هو محتاج خاصة المتواجدين بداخل المسجد وحول الضريح بالإضافة إلي الذكر والتوسل في حضرة النبي صلي الله عليه وسلم بالإضافة إلي العديد من الطرق الأخري مثل الطريقة الأحمدية المرازقة نسبة إلي محمد بن عبد الله والطريقة الوسانية وأخيراً طريقة أخري وهي الطريقة الصوفية وهي تظهر في الليلة الكبيرة فقط حيث يحتل أتباعها الطرقات والأرصفة ونجد الكثير منهم داخل المنازل في جميع أنحاء المنطقة المهم أن يكونوا بالقرب من أم العواجز ويكونت ال DJوالمنشد علي استعداد كامل للسهر طوال الليل علي إنشاد الأغاني والتواشيح الدينية والدعوات والتسبيح لله وحده، فكل هذه الطرق عبارة عن سنة يجب تواجدها والقيام بها أثناء المولد. ومن ناحية أخري هناك مظاهر في المولد اعتدنا علي مشاهدتها مثل حلويات المولد والنفحات وألعاب الأطفال المختلفة وغيرها ولكن هذا العام نجد اختلافا في الاحتفال بهذا المولد فنجد أصحاب كل سرادق حول المسجد يضع صورة شهيد للاحتفال به والدعاء له وأمام المسجد صورة كبيرة تجمع كل شهداء المنطقة فنجد أن الكثير منهم قاموا بوضع الأنوار والزينة ترحما علي هؤلاء الشهداء. بالإضافة إلي استغلال الباعة الجائلين الذي يتطور عاما بعد عام فنجد عروض الموبايلات الجذابة حيث وصل سعر خط الموبايل جنيه واحد فقط وعليه 300 دقيقة مجاناً. فضلا عن الملابس التي تباع بنصف الثمن والطعام الذي سيتجول به أصحابه لتوزيعه علي جميع المتواجدين. بالإضافة إلي وجود شاشة عرض كبيرة بجانب المسجد يتم من خلالها إذاعة التواشيح والأدعية لسائر شيوخ العالم وسط حالة من الانبهار الشديد في عيون هؤلاء الأتباع وهناك العديد من الأسماء والدعوات يطلقونها علي ضريح السيدة زينب مثل أم العواجز رئيسة الديوان مدد يا أحباب السيدة زينب وغيرها ووسط هذه الدعوات مجموعة خاصة تأتي لخدمة أهل البيت يقتصر دورها علي إطعام المساكين وذبح الذبائح وتوزيعها علي الفقراء في مقابل ترك هؤلاء البائعة الجائلين دون مصادرة لبضائعهم ونجد غياب الأمن بصورة واضحة في ظل القماش الأخضر الذي غطي القسم المحترق وأحيط بالأرجيح وأكياس الحمص والحلويات وتحول القسم إلي مزار سياحي من قبل هؤلاء الأتباع. واختفت أيضا صورة فتحي سرور التي كانت علامة مهمة من علامات المولد لأنه كان ينشئ سرداقا خاصا في المولد لتقديم الذبائح الشهية والمشروبات المرطبة بالإضافة إلي لافتات وصور أعضاء الحزب الوطني التي تهنئ أهالي المنطقة بالمولد الشريف في ظل تواجد عمارة خاصة بالحزب الوطني وعلي الرغم من اختفاء كل هذه الأشياء التي اعتدنا علي رؤيتها في المولد نجد تواجدا غير مسبوق للجماعات السلفية التي اختلفت صور مراسم احتفالهم بهذا المولد في هذه الليلة الختامية أو عادة ما يطلق عليها الليلة الكبيرة تظهر لافتات الشيعة والسلفيين التي تحمل شعاراتهم وتوجهاتهم نحو الأيام القادمة. وهذه المرة الأولي التي تقام فيها سرادق خاص لهاتين الفئتين وهذه اللافتات تحمل شعار «إحياء المولد بطلة كربلاء». بالإضافة إلي قيام السلفيين بتوزيع المنشورات الخاصة بطرق الاحتفال بالمولد. ولا ننسي أيضا في ظل التزاحم الشديد المشاجرات والمشادات بين الأطراف المتواجدة في الساحة. لكن الجميع أمام المسجد يدعون السيدة زينب أم العواجز لتلبية حاجاتهم.