بنظرة يشع منها الحسرة والأسى، ينظر السياح إلى "عمود السواري" والمنطقة المحيطة به في مدينة الإسكندرية الساحلية، شمال مصر، وقد تراجع بريقه الأثري، وبات يخشى "الانحناء" أمام زحام الباعة الجائلين والبنايات السكنية العشوائية التي يسارع أصحابها في بنائها، مستغلين حالة الفراغ الأمني بعد ثورة 25 يناير. و"عمود السواري" يعد من أعلى النصب التذكارية في العالم، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 27 مترًا، ويزن 500 طن، ويعود إلى حقبة حكم الرومان الذين نقلوه من محاجر مدينة أسوان، جنوب مصر، إلى الإسكندرية؛ تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس. و"عمود السواري" هو أحد بقايا معبد "السيرابيوم" التي أقيم خلال الحقبة الرومانية في مصر (30 ق.م - 641 م). وإضافة إلى "عمود السواري" تبقى من معبد "السيرابيوم" مكتبة ذات أرفف محفورة في الصخور ويمكن الوصول إليها عبر أحد الأنفاق التي تؤدي أيضا إلى تمثال للعجل المقدس لدى المصريين إيبو (أبيس). كما يوجد بجوار "عمود السواري" وضمن بقايا معبد "السيرابيوم" تمثالان مشابهان لتمثال أبي الهول المجاور للأهرامات الثلاثة في محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة) مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس في حقبة الحكم اليوناني، على أحدهما نقش للملك المصري حور محب من الأسرة 18.