كل أزمة ولها ما يبررها، حتى وإن كان غير مقبول.. هى سياسة انتهجتها جماعة الإخوان المسلمين، على مدار عام كامل، أدت إلى تحويل حياة المصريين إلى سلسلة من الأزمات التى لا تنتهى. «ثورة التطهير» هى آخر التبريرات التى أطلقتها الجماعة على الأزمة التى تسبب فيها وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، وهو لم يمضِ على وجوده بالوزارة أكثر من 17 يوماً، الأمر الذى أثار حفيظة مثقفى مصر، خاصة مع استبعاد الدكتورة إيناس عبدالدايم من رئاسة الأوبرا. المبرر الذى ساقته الجماعة لما يحدث فى وزارة الثقافة، ردده الوزير نفسه فى بداية توليه لمهام منصبه، وهو ما وصفه الروائى إبراهيم عبدالمجيد، بالغطاء السياسى لعملية «الأخونة»، وإقصاء أى رأى مخالف للجماعة، معتبراً أن الوزير الجديد لو كان يعلم المعنى الحقيقى لكلمة التطهير لكان اجتمع بكافة موظفى الوزارة، ليتعرف على مشاكلهم عن قرب، بما يمكنه من وضع رؤية لحل تلك المشاكل. «تهور»، هو الوصف الذى رآه «عبدالمجيد» مناسباً لقرارات الوزير المتعجلة، وليس «ثورة التطهير»، قائلاً «لو ثورة التطهير عندهم تعنى أن يمنعوا الثقافة، فهم لا يعرفون أن الإسلام لم يحرم الثقافة، وأن سيدنا محمد نشأ فى بيئة مليئة بالشعراء، وكان سبباً فى ازدهار الحضارة فى شبه الجزيرة العربية». أما الروائى بهاء طاهر، فوصف الأمر ب«تلاعب بالألفاظ لا معنى له، وأنه بمثابة الكلام الكبير الذى يصدر عن أناس صغار للغاية». «حرب الفساد دائماً تبدأ بثورة تطهير»، هكذا جاء رد الدكتور صابر أبوالفتوح، القيادى الإخوانى، على الأمر، معتبراً أن من يعترض أو يخشى من لفظ «ثورة التطهير»، هو بالتأكيد المتسبب فيه. ورفض «أبوالفتوح» وصف ما يحدث فى وزارة الثقافة حاليا بالمحاولة المستترة ل«لأخونة الثقافة»، مشيراً إلى أن المشكلة ليست فى لفظ التطهير، فإذا لجأت الجماعة إلى استخدام لفظ «التطوير» كبديل عنه، لتعالت الأصوات، وكثر الهجوم على الجماعة، باعتبار أنها بذلك تتهم الناس بالتخلف، أى أن المشكلة الحقيقية ليست فى مصطلحات الجماعة، إنما فى النظام المتراكم الضعيف، الذى يريد أن يستمر إلى الأبد.