ما أن انفرجت القبضة الأمنية عن تيارات الإسلام السياسي، بعد رحيل المخلوع حسني مبارك، وظهرت كقوة منظمة على أرض الواقع، بالإضافة إلى حصولها على ما يقرب من 70 % من مقاعد البرلمان المصري، بالإضافة إلى وصول الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم، إلا وبدأت ملاحقة المبدعين من المثقفين والفنانين من قبلهم، عن طريق الدعاوى القضائية والتشويه الإعلامي، إلى جانب السب والقذف، وتهديد بعض المثقفات من جانب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... بالطبع الرئيس مرسي لديه السلطة أن يضع أي من يفضله وزيرا للثقافة، ولكن ماذا لو تولى أحد أعضاء الإخوان أو السلفيين وزارة الثقافة؟؟ " البديل" تجيب عن السؤال من خلال المثقفين المصريين... حيث يرى الكاتب والروائي " إبراهيم عبد المجيد" أن "أخونة" وزارة الثقافة مخطط له منذ بداية صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم، بهدف إعادة تشكيل العقل والوعي المصري, مؤكدا أن الجماعة تدرك جيدا خطورة الثقافة، ومن هنا كان مخططهم للغزو الثقافي للوزارة بهدف القضاء علي هوية مصر وهدم شخصيتها، الأمر الذي سيؤدي إلى جعل الشعب المصري مثل "القطيع"، الذي يساق من خلال مجموعة انتهازية، تعيدنا المصريين إلى العصور الظلامية، بالإضافة لاستخدامها للهجوم على خصومهم وتحويلهم أمام الرأي العام إلى "كفرة وملحدين"، وتجميل صورتهم، مؤكدا أن الحل يكمن في ضرورة إلغاء وزارة الثقافة لمنع سيطرة الدولة – أيا كان من يحكمها- على الثقافة. من جانبه أكد الكاتب الصحفي صلاح عيسي: أن الجماعة لديها مخطط ينفذ بشكل تدريجي، للسيطرة على وزارة الثقافة ، يهدف إلي تغيير بعض القيادات من الداخل أولا، وهو ما يتصدى له المثقفون بعنف، وتجلى ذلك في رفض تولي محمد عبدالمنعم الصاوي الوزارة نظرا لانتمائه للجماعة. ويستطرد عيسى قائلا " الجماعة لم تنس مخططها حيث اعتمدت في التشكيلات الوزارية اللاحقة علي اختيار وزراء ينتمون إللي الجماعة الثقافية ولكن في الحقيقة لا تأثير لهم, و تستطيع الجماعة أن تملي عليهم ما تريده وما يحقق مصالحها ومخططها، ولكن بشكل متدرج خوفا من اصطدامها مع جماعة المثقفين " وأكد عيسي: أن الإخوان بالفعل نجحوا في الإستحواذ والإستيلاء علي أجهزة الثقافة غير الرسمية مثل المساجد، وعمليات الدعوة التي يقومون بها في بعض المراكز الثقافية التي تتيح لهم الإحتكاك المباشر مع الجمهور, مشيرا إلي أن "أخونة" وزارة الثقافة، بشكل سريع ليست من أولويات الإخوان الآن، ولكن من أهم أولوياتهم السيطرة علي الإعلام لأنه الأكثر والأسرع تأثيرا، أما الثقافة فتأثيرها يأخذ وقتا طويلا ومن هنا فالسيطرة عليها سيتم بشكل تدريجي يبدأ من الداخل أولا . ويرى الدكتور سعيد توفيق -أمين عام المجلس الأعلي للثقافة أن من يتولي وزارة الثقافة لابد أن يكون له صله بالعمل الثقافي، وبالثقافة نفسها من خلال إنتاجه الأدبي وإدراكه لقضايا المثقفين وهمومهم، ولذلك يرى أنه إذا تولي شخص منتمي للجماعة الوزارة، سيدمر وجه مصر الثقافي والإبداعي، مؤكدا أنه لم يرى طوال عمله في الشأن الثقافي، شخصا ينتمي لهذه الجماعة ويحترم الثقافة والمثقفين، بل علي العكس لم تنل الثقافة من هذه الجماعة سوي الهجوم والتجريح" ومن جهة أخري يرى الدكتور خيري دومة - مدير المركز القومي للترجمة، أن أزمة الثقافة الحقيقية الآن لا يمكن أن نحصرها في "أخونتها" فقط، ولكن الصراع الحقيقي والمعركة الأساسية هي عدم قدرة المثقفين والليبرالين علي الوصول للجماهير الشعبية، في الوقت الذي تفلح فيه التيارات الإسلامية علي السيطرة علي عقول الناس لقدرتهم علي الحشد والإقناع , مطالبا المثقفين بتغيير خطابهم ، وأن ينزلوا من أبراجهم ليوصلوا فكرهم للناس، لافتا إلى أن ذلك يحدث أحيانا ولكن يشوش عليه الإسلاميين بدعاوى التكفير. Comment *