قال الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام ومدير وحدة الوقاية بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، إن المقال الذي نشرته الفنانة أنجلينا جولي في جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وأعلنت فيه أنها أجرت عملية استئصال لثدييها وزرع أنسجة بديلة، كوقاية من مرض سرطان الثدي المعرضة للإصابة به بنسبة عالية، به كثير من الدروس المستفادة التي نجحت النجمة في إيصالها للعديد من سيدات العالم، فالثقافة يمكن أن تتغير من خلال رموز المجتمع الشهيرة. وأوضح شعلان أن جولي سهَّلت عليه إقناع فتاة (24 عاما) مريضة بسرطان الثدي بالاستئصال، بعد أن عرض عليها تجربة "أحد رموز الأنوثة في العالم". وأكد أنه ترجم المقال ونشره على الموقع الرسمي للمؤسسة وصفحتها على موقع "فيس بوك"، لأن النجمة أرسلت من خلاله رسائل عدة؛ منها أنها خضعت للعملية الوقائية من أجل أن تعيش وتربي أبناءها، كما أشارت إلى دور زوجها، لأنه أهم شخص بالنسبة للمريضة، وكثير من الأزواج بمصر لا يعرفون كيفية دعم زوجاتهم نفسيا. وأشار الطبيب إلى فكرة تمكين المرأة، فالقرار الذي اتخذته أنجلينا صعب لكنه القرار الأمثل، مشددا على أن أهم رسالة أوضحتها في المقال أنها لم تشعر بأنها امرأة ناقصة، فالسيدة المصرية تشعر أن عملية الاستئصال تنتقص من أنوثتها، لافتا إلى أنه يجب الترويج لفكرة عمليات إعادة بناء الثدي من جديد في حالات الاستئصال. وأضاف أن ما يعوق عملية الاستئصال الوقائي هي الثقافة المصرية، التي لا تستوعب المرض وتجعل السيدة تفضل الموت عن إجراء الكشف ومعرفة مدى إصابتها، كما أن الاختبارات والتحاليل التي أجرتها النجمة مكلفة لأي أسرة مصرية وليست متوفرة في مصر، حيث يتوجب إرسالها إلى الولاياتالمتحدة وتكلف 13 ألف دولارا. وقال شعلان إن السبب في الحملة القومية لمكافحة سرطان الثدي هي سيدة مصرية شجاعة، ظهرت على الهواء في أحدى برامج التليفزيون ووصفت حالتها ومشوارها مع المرض، مشيرا إلى أن مقال أنجلينا سيسهل كثيرا في إقناع النساء. واعتبر أنه لا يوجد فارق بين مصر وأمريكا سوى في الثقافة، حيث المرض نفسه وإجراءات العلاج نفسها، لكن ما يصنع الفارق أن من بين مائة سيدة أمريكية مصابة تفقد 18 فقط حياتها، بينما يرتفع الرقم في مصر إلى نحو 80 سيدة، بسبب ثقافة الكشف المبكر.