يستعد رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف، اليوم لتشكيل حكومة تحالف من أجل تسوية المشاكل الهائلة لباكستان، بعد فوزه في انتخابات تشريعية تاريخية اتسمت بنسبة مشاركة مرتفعة على الرغم من أعمال عنف متفرقة. لكن يبقى على اللجنة الانتخابية تأكيد عودة رئيس الوزراء الأسبق البالغ من العمر 63 عاما والذي أطاح به انقلاب الجنرال برويز مشرف في 1999، إلى السلطة مع أن هذه النتيجة التي باتت شبه مؤكدة حسب النتائج الجزئية. واعترف خصمه الرئيسي زعيم حركة الإنصاف بطل الكريكيت السابق عمران خان الذي أثار حماس الشباب والطبقات المتوسطة بوعده بوضع حد للفساد، بهزيمته على مستوى البلاد. ومني حزب الشعب الباكستاني الذي قاد التحالف الحاكم في السنوات الخمس الأخيرة، بهزيمة كادت تخرجه من الخارطة السياسية للبلاد باستثناء معقله ولاية السند الجنوبية. وهذا الاقتراع تاريخي لأنه سيسمح بانتقال السلطة من حكومة مدنية إلى أخرى بعد إنهائها ولاية كاملة من خمس سنوات للمرة الأولى في تاريخ باكستان التي تشهد باستمرار انقلابات عسكرية منذ ولادتها في 1947. ورأت الصحف الباكستانية اليوم أن الانتخابات التي جرت السبت تشكل انتصارا للديموقراطية على تهديدات طالبان على الرغم من مخالفات سجلت في بعض المكاتب. وعنونت صحيفة "دون الفجر": "النمر يزأر من جديد" بينما كتبت ذي نيشن "نواز يفوز بحصة الأسد". واهتمت الصحف في افتتاحياتها بالعملية الديمقراطية أكثر من النتائج، فكتبت ذي نيشن أن "الأكيد هو أن باكستان صوتت للتقدم. باكستان التي عانت في السنوات الخمس الأخيرة من المتطرفين والإرهابيين، اختارت بدون أن تسمح بترهيبها"، مشيرة في الوقت نفسه إلى "بعض حالات الفوضى" في مراكز للتصويت. وقالت صحيفة دون "على الرغم من كل التزوير والأخطاء، كان أمس يوما سعيدا للديموقراطية". وأضافت الصحيفة التي تكتب بالإنجليزية إن "حرص الباكستانيين على الديمقراطية على الرغم من كل التهديدات والهجمات (...) قد يكون الحدث الأكبر لمواصلة المشروع الديمقراطي في البلاد". أما جانغ "أكبر صحيفة تصدر بلغة الأوردو في البلاد" فقالت إن "سكان باكستان برهنوا على شجاعة بتصويتهم في أجواء من التهديد والقنابل والعمليات الانتحارية". وأضافت أنه "أصبح من مسؤولية الأحزاب والمرشحين الفائزين الآن احترام إرادة الشعب".