حالة من الغليان شهدتها أروقة وزارة الثقافة أمس، اعتراضا على اختيار الدكتور علاء عبدالعزيز، مدرس المونتاج بأكاديمية الفنون، وزيرا للثقافة؛ حيث بدأ أول التحركات الاحتجاجية على التغيير الوزارى الجديد باستقالة الشاعر محمد فريد أبوسعدة من عضوية لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، فيما أكد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أنه قرر البقاء فى منزله احتجاجا على أول تصريح للوزير الجديد بتغيير اسم مكتبة الأسرة إلى «مكتبة الثورة»، وهو ما اعتبره «مجاهد» تدخلا مباشرا فى شئون الهيئة التى يترأسها وتديرها لجنة عليا من أكبر القامات الثقافية. وقال الدكتور أحمد مجاهد، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»: لا يعقل أن أعرف قرارات الوزير الجديد من خلال الصحف ووسائل الإعلام؛ فالوزير لم يجتمع بنا أو بقيادات الوزارة حتى يتخذ قرارا بتغيير اسم مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، لافتا إلى أن مثل هذا القرار سيكلف الدولة ملايين الجنيهات لتغيير العلامة المائية التى تحويها كتب مكتبة الأسرة والتى تحمل هذا الشعار، وستدفعنا لتغيير اسم جميع السلاسل فى الوقت الذى يدعى فيه الوزير الجديد أنه يسعى لترشيد الإنفاق. وأضاف «مجاهد» أنه إذا كان الوزير يحاول تأكيد ثوريته فعليه أولا الاطلاع على كتب مكتبة الأسرة قبل تغيير الاسم دون أن يعلم مضمون تلك الكتب، التى لا يخفى على أبناء الوسط الثقافى مضمونها الثورى، معلقا: «كم هوجمت لتمرير كتب تحمل مضمون الثورة! ولمن يقول إن هذا مشروع سوزان مبارك فعليه العودة لمقدمة إبراهيم أصلان الشهيرة التى أكد فيها أن مشروع مكتبة الأسرة هو فكرة توفيق الحكيم». من جانبه، أكد الشاعر فريد أبوسعدة أن استقالته من المجلس الأعلى للثقافة أصبحت لا مفر منها، فلم يعد لوجوده بالمجلس أو أى كيان تابع لوزارة الثقافة معنى بعد ما يجرى حاليا من صور التمكين التى ينتهجها نظام الإخوان، مشيرا إلى أن الحل الآن فى البحث عن آليات لإنشاء مجالس وهيئات موازية للهيئات الحكومية. من جانبه، قال الأديب والروائى يوسف القعيد: إن تصريحات وزير الثقافة الجديد التى تراجع عنها بعد ساعات تدل على عقلية الشخصيات التى سيتعاملون معها فى الفترة المقبلة، موضحا أنها بداية لا تبشر بخير، مضيفا: «من الغريب اختيار أستاذ مونتاج أخطأ فى قراءة القسَم الجمهورى، وإنتاجه الثقافى يتلخص فى مقالة يصف فيها الإعلام والمعارضة بالفساد، ليقود مسيرة المثقفين»، مشيرا إلى أن صحيفة الحرية والعدالة، الناطقة باسم الحزب الحاكم، استهانت بمقالة الوزير الجديد واكتفت بنشرها على موقعها الإلكترونى. فى سياق متصل، وزعت حركات ثورية بوزارة الثقافة منشورا يتضمن تاريخ الوزير الجديد الذى يؤكد حصوله على عدد من الجزاءات بأكاديمية الفنون لتأخره فى الحضور والانصراف واعتباره منقطعا عن العمل ومنع صرف راتبه لعدم التزامه. يُشار إلى أن الدكتور علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة الجديد، لم يصل إلى مكتبه بوزارة الثقافة فى الزمالك فى ثانى أيام عمله، حتى كتابة هذه السطور، ما تسبب فى تأجيل الوقفة الاحتجاجية التى أعلن عنها العاملون بالوزارة والمثقفون اعتراضا على تعيينه.