تجاهلت المصادر الإسرائيلية الرسمية فى إسرائيل التعليق على قصف سلاح الطيران الإسرائيلى ل8 أهداف سورية فى قلب العاصمة دمشق، حيث أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التزم الصمت حيال التقارير الواردة عن شن إسرائيل غارات جوية على عدد من الأهداف السورية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن «نتنياهو» لم يدلِ بأى تصريحات على الهجوم، خلال كلمته التى ألقاها بمناسبة الافتتاح الرسمى للطريق السريع الذى تم تسميته على اسم والده «بن تسيون نتنياهو». ونقلت «يديعوت» عن «نتنياهو»، قوله إن «الحكومة تسعى لضمان أمن إسرائيل وتحصين مستقبلها»، مشيرة إلى أن تعليق «نتنياهو» لم يكن هو الوحيد المقتضب، حيث رفضت المصادر الإسرائيلية رفيعة المستوى التعليق عن أنباء الغارات الجوية على سوريا، مؤكدة أن القيادة الإسرائيلية لا تعلق على تقارير من هذا النوع. ورغم حالة التجاهل والتعتيم التامة فى هذا الشأن فى إسرائيل، أكدت مصادر أمنية فى جنوب لبنان، رفع حالة الاستنفار بين قوات الجيش الإسرائيلى على طول الحدود الجنوبية مع لبنان، فى أعقاب الغارات الجوية التى نُفذت فجراً على الأهداف السورية. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه لوحظت تحركات مكثفة للجيش الإسرائيلى على طول الخط الممتد من محو المطلة والغجر، وصولاً إلى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، إضافة إلى تكثيف الطيران الحربى الإسرائيلى والمروحيات وطائرات الاستطلاع من تحليقها وجولاتها فوق مناطق مزارع شبعا والعرقوب، وحتى سهل البقاع والعديد من المناطق اللبنانية الأخرى. وفى المقابل، أعلن الجيش اللبنانى وقوات «اليونيفيل» الدولية، تعزيز دوريات المراقبة تحسباً لأية تطورات عسكرية، إضافة إلى تكثيف قوات «اليونيفيل» من تحركاتها ودورياتها على طول الخط الأزرق فى القطاع الشرقى، خاصة فى مناطق الوزانى والغجر. ورفضت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى التعليق على تقارير قصف واستهداف المواقع العسكرية السورية لليوم الثانى على التوالى، مشيرة إلى أن هذا النوع من التقارير غير مصرح بالتعليق عليه. وأكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا بدأت تتجه إلى حافة الانفجار، خاصة بعد الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأهداف السورية، مشيرة إلى أنها تتوقع نشوب حرب قريبة على الأقل فى الصيف الحالى. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلى قررت تنصيب منظومات الدفاع الجوى «القبة الحديدية» على الحدود الشمالية لإسرائيل، فى أعقاب الغارات الجوية على الأهداف السورية. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى قام بنقل بطاريتين من المنظومة الدفاعية إلى شمال إسرائيل. ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر أمنى مسئول، رفض ذكر اسمه، قوله إن إسرائيل كانت تهدف بشكل أساسى إلى منع حصول «حزب الله» على صواريخ «فتح 110»، حتى لا يكون بمثابة «تغيير فى قواعد اللعبة فى الشرق الأوسط». وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بشأن أحقية إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد «حزب الله» والنظام السورى، كانت بمثابة «ضوء أخضر» حصلت عليه إسرائيل من الولاياتالمتحدة للتصرف كما يحلو لها فى حماية نفسها من حصول «حزب الله» على الصواريخ والأسلحة الإيرانية. وتحت عنوان «الذراع الطولى لإسرائيل تضرب من جديد»، أكدت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، أن الوضع المتفاقم على الحدود الشمالية لإسرائيل دفع الجيش الإسرائيلى لنقل قوات النخبة الخاصة به إلى هضبة الجولان، مشيرة إلى مخاوف إسرائيل من انتقال السلاح الكيماوى إلى «حزب الله». وقال الكاتب الإسرائيلى يوآف ليمور، محرر الشئون العسكرية ب«إسرائيل اليوم»، إنه على الرغم من أن غطاء التعتيم يحيط بالغارات التى نُفذت على سوريا، فإنه يمكن التأكد حاليا من أن إسرائيل بدأت إجراءاتها لمنع حصول «حزب الله» على أسلحة تهدد وجودها. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن «الغارة الإسرائيلية على سوريا تهدف إلى إرباك خط عبور الأسلحة، الذى يُدار من سوريا إلى حزب الله، كما تسلط الضوء على عملية تصاعد المخاطر على حزب الله وإسرائيل، فى وقت باتت فيه سوريا فى حال أكثر فوضوية». وأكد تساحى هناجبى، عضو الكنيست الإسرائيلى، أن الهجوم الذى شنه سلاح الجو الإسرائيلى على سوريا، يأتى فى أعقاب تحذيرات متكررة أطلقتها إسرائيل. وقال عضو الكنيست الإسرائيلى ووزير الدفاع الأسبق، بنيامين بن أليعاذر، إنه إذا كانت إسرائيل تقف فعلاً وراء الغارات الجوية على سوريا، فإن الهجوم نُفذ بمعرفة الإدارة الأمريكية. وأشار، فى مقابلة مع إذاعة «صوت إسرائيل»، إلى أن أى عملية لنقل أسلحة تقليدية أو غير تقليدية من سوريا إلى «حزب الله»، تعد خرقاً سافراً للمعادلة، وتستوجب دفاع إسرائيل عن نفسها. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية، فى تقرير لها، إن إسرائيل تسير بحذر على خط قد يؤدى إلى تصعيد عنيف فى المنطقة فى الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع أن يرد «حزب الله» أو سوريا نفسها على القصف الإسرائيلى داخل الأراضى السورية. وقال رونى دانيال، المراسل العسكرى للقناة، إنه فى مرحلة ما سيتصاعد الأمر إلى نقطة حاسمة تندلع بها حرب، إلا أنه فى الوقت الحالى، يرغب «الأسد» فى الحفاظ على الوضع كما هو، كما أن «حزب الله» يستعد لحرب كبيرة فى سوريا ولا ينوى التدخل فى مشكلة إسرائيل حالياً. وأضاف: «نتيجة كل ذلك هو أن إسرائيل ستفعل ما يحلو لها دون أى عقاب يناسب ما تفعله. ويبدو أن إسرائيل وضعت لنفسها سياسات جديدة لمنع نقل الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد وجود إسرائيل، بحيث تنتج إسرائيل ما يحلو لها من قصف وغارات للحفاظ على مصالحها». من جانبها، أكدت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» أن الهجوم الإسرائيلى على سوريا يضع نظام الأسد فى موقف صعب للغاية، فإذا فشل فى الرد على إسرائيل سيبدو ضعف نظامه للعالم وسيفتح الباب أمام ضربات جوية أخرى وربما تصبح أمراً شائعاً إذا لم ترد عليها سوريا، وإذا رد الأسد على الهجوم فإنه يجازف بجر سوريا إلى صراع أوسع نطاقاً وحرب طويلة مع إسرائيل. واستشهدت الوكالة بما قاله رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق «عاموس يادلين»، من أن هذا الهجوم يعتبر بمثابة إشارة لإيران حليفة سوريا أن إسرائيل جادة جداً حين يتعلق الأمر بالخطوط الحمراء التى حددتها من قبل، وأضاف أن سوريا تعتبر جزءاً مهماً جداً من الجبهة التى تبنيها إيران، وأن إيران تختبر مدى قوة رد فعل إسرائيل والولاياتالمتحدة على تجاوز الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وحذر «يادلين» من أن إسرائيل تأخذ الأمر على محمل الجد لذلك على إيران الاحتراس قبل اتخاذ أى خطوة. أخبار متعلقة: مقتل 300 جندى سورى فى قصف إسرائيلى ل 8 أهداف فى «دمشق» مراقب «إخوان سوريا» ينفى وساطة «مرسى» للتقارب مع إيران «العربى» يطالب مجلس الأمن بالتحرك والائتلاف: موقف «مرسى» مخزٍ