بعد ساعات من شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على العاصمة السورية دمشق، وتدمير عدد من المواقع العسكرية ولواءات تابعة للحرس الجمهورى السورى، أعتبر نائب وزير الخارجية السورى، فيصل المقداد، الغارات الإسرائيلية على منشأة أبحاث علمية عسكرية بدمشق، فجر الجمعة، "إعلان حرب" من قبل إسرائيل. ووصف المقداد فى مقابلة مع مراسل شبكة "CNN" الإخبارية الهجوم بأنه تحالف بين الإرهابيين الإسلاميين وإسرائيل، متوعدا بالرد على الهجوم الإسرائيلى قائلاً إن سوريا ستحدد التوقيت وكيفية الرد. وأكد مصدر إسرائيلى مسئول رفيع المستوى لوسائل الإعلام الإسرائيلية بعد ساعات من القصف الجوى قيام طائرات من سلاح الجو بغارة جوية قرب دمشق، موضحا أن الغارة استهدفت شحنة من الصواريخ الإيرانية كانت سترسل إلى منظمة حزب الله اللبنانية مشيرًا إلى أن موقع الغارة كان قريبًا جدًا من مطار دمشق الدولى. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التعقيب على الأنباء حول الغارة، حيث جاء رفضه خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التى عقدت بجبل هرتصل بمناسبة قرب حلول ذكرى ما يسمى توحيد شطرى القدسالمحتلة. وكانت مصادر استخباراتية غربية قد قالت إن هذه الشحنة كانت تحتوى على صواريخ أرض أرض من طراز فاتح 110 إس، فيما أدّعى التليفزيون السورى بأن الهدف الذى أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية كان عبارة عن معهد للأبحاث العلمية. جاء ذلك فيما أكد موقع "ديبكا" الاستخبارى الإسرائيلى -نقلاً عن مصادر إعلامية روسية وإيرانية وسورية- أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد سيعلن الحرب على إسرائيل خلال الساعات القليلة القادمة. وأضاف الموقع نقلاً عن التليفزيون الروسى تأكيده أن 300 جندى سورى، معظمهم من الوحدة 501 السورية، قد لقوا مصرعهم إثر القصف الإسرائيلى، مشيراً إلى أنه إذا صح الخبر فإن الحديث يدور حول الوحدة السورية المسئولة عن تشغيل منشأة السلاح الكيميائى الموجودة على سفوح جبل قاسيون والتى تمت مهاجمتها فجراً بصواريخ وطائرات سلاح الجو الإسرائيلى. وتابع الموقع أن التليفزيون الروسى يؤكد أن ما لا يقل عن أربعة مستشفيات بمنطقة دمشق باتت مكدسة الآن بالجنود السوريين المصابين، وأن طريق الوصول إليها تم إغلاقه بعدما أحاطتها كميات كبيرة من قوات الأمن السورية، مشيرا إلى أن إسرائيل بدأت تأخذ حيطتها بنشر مزيد من بطاريات مضادات الصواريخ "القبة الحديدية" فى حيفا وصفد، إلى جانب تلك الموجودة أساساً هناك استعداداً لهجوم صاروخى من قبل سوريا وحزب الله. ونصبت إسرائيل اليوم الأحد، منظومتى صواريخ قبة حديدية فى مدينتى صفد وحيفا خشية من أى رد فعل سورى، فيما ذكرت مصادر لبنانية أن الجيش الإسرائيلى "رفع من درجة استنفار قواته" على طول الحدود مع لبنان بعد الغارة على أهداف داخل سوريا. وذكر موقع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن الجيش نشر منظومتين للقبة الحديدية فى مدينتى حيفا وصفد، موضحاً أن المنظومة الأمنية قررت نشر العديد من منظومات اعتراض الصواريخ فى المناطق الشمالية تحسباً لأى رد سورى. وذكرت مصادر لبنانية أن الجيش اللبنانى وقوات اليونيفيل زادا من وتيرة أعمال المراقبة تحسباً لأى تطورات عسكرية، خصوصا مع رصد تحركات مكثفة للجيش الإسرائيلى على طول الخط الممتد من محور المطلة – الغجر وصولاً حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. ولفتت المصادر اللبنانية إلى وجود تحليق مكثف للطيران الحربى الإسرائيلى والمروحيات وطائرات الاستطلاع فوق مزارع شبعا ومناطق العرقوب، وصولاً إلى عمق البقاع والعديد من المناطق اللبنانية منذ ساعات الفجر.