من الملاحظ أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى استطاع أن يزيد من شعبيته خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً فى أعقاب الكلمة التى ألقاها على هامش أوبريت «حبيبى يا وطن» بجامعة «المستقبل»، فقد فاجأ المصريين بقوله: «إحنا إيدينا تنقطع قبل ما تمسكم». لمست العبارة أوتار قلوب الكثيرين، وتكاد تكون هذه العبارة بذرة ألقاها «السيسى» فى نفس المصريين، قد تورق وتزهر، وقد تذبل وتموت قبل أن تنبت، والمسألة فى الأول والآخر مردها إلى أداء الفريق «السيسى» نفسه، فإذا صدّقت أعماله أقواله، كان حظها النمو، وإذا حدث العكس ذبلت ويبست. لقد استقبل الكثيرون عبارة «السيسى» بقدر كبير من القبول والترحاب، لا لشىء إلا لأن «السيسى» ما زال يتمتع بصفحة بيضاء مع الشعب، فهو لم يتورط فيما تورط فيه غيره من أفعال، جعلت الشعب يرفضهم وينظر إلى كلامهم على أنه مجموعة «غناوى» ليس أكثر، وأن معسول الألفاظ والعبارات التى يصبونها فى آذانه، ليست إلا وسيلة ل«السرحان» به والضحك عليه، وحتى الآن لم يقع «السيسى» فى هذا المطب، لذلك فما زال يتمتع بفرصة للاختبار لدى الشعب، الذى لم يعد أحد يستطيع الضحك عليه بسهولة. ويبدو أن التأثر بعبارة «السيسى» قد وصل إلى الرئيس «مرسى» نفسه، فانخرط فى وصلة غزل فى الفريق، حين وصفه بأنه عسكرى محترف وعقلية هندسية فريدة. وقد يسأل سائل: إذا كانت العبارات المعسولة تتمتع بهذه القدرة على التأثير فى المصريين، فلماذا لا يخرج الرئيس «مرسى» على المصريين قائلاً: «تنقطع إيدى قبل ما تتمد عليكم»؟. أجيب عليك قائلاً إن هذا صعب جداً. فأهون على «مرسى» أن يبتلع لسانه عن أن يخرج للمصريين قائلاً هذه العبارة؛ لأن الإخوان سوف تغضب عليه غضب المولى على عبده إذا نطق بما لا يرضيه، إننى أفهم أن يخرج «مرسى» على أعضاء جماعته وذيولها قائلاً: «تنقطع إيدى قبل ما تتمد عليكم»، لكن من رابع المستحيلات أن يقول ذلك للشعب؛ لأنه ببساطة يعمل منذ أن تولى حكم مصر فى خدمة الجماعة، وليس فى خدمة الشعب. فالإخوان -كما تردد قياداتهم- هم أسياد هذا الشعب، فهل يعقل أن يخرج ممثل هؤلاء الأسياد فى الاتحادية ليقول للمصريين -من غير أعضاء الإخوان- مثل هذه العبارة، فى الوقت الذى ينظر فيه بأقصى درجات التعالى إلى مسلميهم غير المؤمنين بهذيان الإخوان، وكذلك إلى مسيحييهم الذين يعتبرهم أهل ذمة؟! من الصعب جداً أن يتفوه «مرسى» بعبارة «قطع اليد» التى تحدث بها «السيسى»، فقطع «ودان المصريين» قبل أن يسمعوا «لسان الرئيس الإخوانى» ينطق بذلك. للأسف الإخوان لا يفهمون أن هذا الشعب يرفع مَن يتواضع له، ويضع فى أسفل سافلين مَن يتعالى عليه.