تلقت رئيسة جمعية القضاة التونسية السيدة «كلثوم كنو»، أمس الأول، على صندوق بريد مكتبها رسالة تهديد بالقتل أهم ما كتب فيها «ارفعى يديكِ عن القضاء وإلا فإنه سيقطع رأسك من جسدك». وقالت «كنو»، فى اتصال لها مع «الوطن»، إنها وجدت الرسالة على مكتبها، فى محكمة التحقيقات، صادرة عن مجموعة تسمى «أنصار الله وخلفاؤه فى الأرض» ومختومة بختم ولاية «صفاقس» تطالبنى فيها برفع يدى عن القضاء وإلا ستقطع رأسى عن جسدى. وأضافت «كنو»: بدأت الرسالة بآيتين من سورة التوبة ومطالبتى برفع يدى عن القضاء وتحدثوا فى أمور شخصية جدا توحى بأنهم على دراية بكافة تفاصيل حياتى، وهى تفاصيل لا أستطيع ذكرها، لأنى قاضية، واختتمت ب«لا إله إلا الله محمد رسول الله». وأكدت «كنو» أن هذا التهديد يأتى ضدها من أجل إثنائها عن متابعة قضية الإصلاح القضائى والحفاظ على استقلاليته، وأن هذا التهديد خطورته تكمن فى أنه بمثابة إقرار بالعنف فى مواجهة القضاء وحق الدفاع. ولم تحدد «كنو» طبيعة الجماعة التى أرسلت التهديد فهى غير معروفة، لكنها قالت: «هذا إما له علاقة كما قلت برغبة البعض فى عدم إيجاد قضاء مستقل وعدم الشروع فى إصلاحه، أو لأنه يرفض وجود امرأة على رأس القضاء». من جهتها أصدرت «جمعية القضاة» بيانا، حصلت «الوطن» على نسخة منه، جاء فيه التنديد والإدانة بالتهديد الذى وصل لرئيسة الجمعية وأنه يستهدف القضاة التونسيين لصمودهم فى النضال من أجل الإصلاح القضائى واستقلال القضاء من بعد الثورة، ونبه إلى خطورة هذا التهديد على حق القضاة فى الاجتماع والتعبير عن استقلال القضاء وعن الحقوق والحريات. وفى ذات السياق تعقد نقابة القضاة التونسية جمعيتها العمومية الطارئة اليوم، احتجاجا على تصديق المجلس الوطنى التأسيسى على مشروع قانون الهيئة الوقتية للقضاء العدلى، الذى اعتبره القضاة «مذبحة» ارتكبها حزب النهضة، وأضافت مصادر قضائية رفيعة المستوى فى تصريحات خاصة ل«الوطن» أن قضاة تونس سيبحثون فى جمعيتهم العمومية قانون الهيئة الوقتية للقضاء العدلى، وكيفية التصدى لتسييس الهيئة، مؤكدين أن جميع خيارات التصعيد سوف تعرض على القضاة للتصويت من إضراب مفتوح عن العمل، إلى «التدويل» ومقاطعة الهيئة. وأشارت المصادر إلى أن لقاء «روضة العبيدى» رئيسة نقابة القضاة بالرئيس المنصف المرزوقى، كان بهدف تحميله مسئولية تبعات إصرار «النهضة» و«الترويكا» على تمرير قانون الهيئة الوقتية، مؤكدين أن القضاة يعرفون جيدا أنه لن يفعل شيئا حيال الأزمة، واصفين المرزوقى ب«أسير النهضة» فهو محكوم مثله مثل بقية أفراد الشعب، وليس حاكما كما يعتقد البعض حتى يكون له حق الاعتراض.