لوحة لرجل وامرأة يقفان أسفل شجرة تحمل ثمرة التفاح، أمامهما يقف رجل يخرج من ظهره أجنحة ملائكية، تدل على رحيله «ما هو لو كنتوا قولتم نعم زى حالاتى مكنتوش خرجتوا من الجنة، معلش الدنيا حظوظ يا والدى»، كاريكاتير للفنانة «دعاء العدل»، كان سبباً فى اتهامها بازدراء الأديان.. «أتعهد بعدم المساس بحرية الإعلام، وأنه لن يقصف قلم أو يمنع رأى أو تغلق قناة أو صحيفة فى عهدى مع مراعاة القانون وميثاق شرف المهنة فيما بين الإعلاميين».. هذا هو نص تعهد الدكتور محمد مرسى، ضمن مجموعة من الوعود التى أطلقها قبل حملته الانتخابية، ليصدر النائب العام، بعد أقل من 5 أشهر من انتخاب الرئيس، أمراً بفتح تحقيق فورى مع «دعاء»، الصحفية بجريدة «المصرى اليوم». المفارقة الكوميدية، حسب دعاء، أن مقدم البلاغ يعمل أمين عام المركز الوطنى للدفاع عن الحريات، الأمر الذى يثير استغراب الشابة، فكيف يقدم البلاغ من يقف ليدافع عن الحرية «فيه منظمات حديثة التأسيس واخدة مسميات للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وهى فى الحقيقة بتتحرك ضد الحرية وتنتمى للإخوان والجماعات السلفية»، حسب دعاء، التى تؤكد أن «رسامى الكاركاتير غير مطالبين بشرح الرسوم التى يتصورها البعض معادية للدين». قبل يومين من إجراء الاستفتاء على الدستور، لاحظت الصحفية عمليات إقحام الدين فى السياسة، «نعم هتدخل بيها الجنة»، هكذا قالوا، وهو ما عبرت عنه فى رسمها الذى وصفه مقدم البلاغ ب«المسىء»، فالأمر لقى رفض واستهجان الجماعات الإسلامية «أى حد بيخرج عن الصندوق بيتهموه بازدراء الأديان»، وهى التهمة التى تصفها دعاء ب«الفضفاضة والتى تصلح لأى معادٍ لفكر الإسلاميين». منظومة الحريات لا تنفصل، هكذا تقول فنانة الكاريكاتير، فالمواطن المصرى يجب أن يُنصّب نفسه مدافعاً عن حرية الإعلاميين بحكم كونهم «ناشرى الحقيقة»، حسب تعبيرها، المعلومات التى ينقلها الإعلامى يجب أن تكون حقيقية «وده مش هيتحقق إلا لما الصحفى يبقى حر ومعلهوش قيود» وتؤكد دعاء أن البلاغات المقدمة ضدها لن تخيفها ف«عجلة الحرية تحركت إلى الأمام ولن نقبل بمحاولات قصف الأقلام». «كل التعهدات التى قالها الرئيس لم يفِ بها، وخصوصاً حرية الإعلام» تقول دعاء مؤكدة أن الاعتداء على الصحفيين واستهداف المصورين يتم من جانب جماعة الإخوان «إحنا ناس عندنا جرأة وفكر، وده مش عاجبهم»، المنظومة الخاوية والتى تصفها دعاء ب«البايظة» تؤكد للقاصى والدانى «التراجع المهول فى مساحة الحرية»، مكتسبات الثورة المصرية كان من ضمنها «الحق فى انتقاد النظام» وهو الشىء الذى تحقق فى بدايات الثورة «بس بدأ فى التراجع بعد حكم الدكتور مرسى» وتؤكد دعاء أن «المتاجرين بالإسلام يسلطون الدين على رقاب المفكرين كمحاولة لمنع حرية الرأى»، فى عهد الرئيس السابق مبارك كانت الاتهامات تتساقط فوق رؤوس الصحفيين الأحرار من كل حدب وصوب «بس عمرنا ما سمعنا عن تهمة ازدراء الأديان إلا فى عهد الدكتور محمد مرسى».