«أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب» مثل شعبى بألف مما تعدون، تبدأ به فاطمة خفاجى، مدير مكتب الشكاوى فى المجلس القومى للمرأة، حديثها عن وعود الدكتور محمد مرسى التى وصفتها ب«الزائفة». «شعب مصر العظيم، أتعهد أمام الله، ثم أمامكم، حال انتخابى رئيساً للجمهورية بما يلى: أن يكون للمرأة كل الحقوق مثل الرجال».. كلمات قالها مرسى قبل أن يُصبح رئيساً، كان من ضمنها تعهدات للمرأة، الأمر الذى تعلق عليه «خفاجى» ساخرة: «لما يدى الحقوق للرجالة يبقى يديهالنا». ثم أمعن الدكتور مرسى فى زيادة وعوده للمرأة قائلاً: «أتعهد أن تنال المرأة المصرية كافة حقوقها فى التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل والأجر المناسب والمشاركة فى الحياة السياسية». ومع ذلك، رفضت المؤسسات المصرية بما فيها الحكومة والرئاسة والإخوان، «كوتة المرأة» فى البرلمان، حسب «خفاجى»، ما يؤكد أن حقوق المرأة «ما زالت مهضومة»، وتلقى بالضوء حول مدى «صدق» الرئيس. وتؤكد فاطمة التى تعمل فى المجال الحقوقى منذ العديد من السنوات، أن المرأة ينالها الكثير من العقاب فى عهد الرئيس الحالى، فحالات التمييز ضد المرأة فى العمل تتصاعد بوتيرة مرتفعة دون رادع، فالمرأة تهاجم بشراسة فى محيط عملها وتُمنع من الترقى ومميزات العمل. «أخونة مؤسسات الدولة» هو الأمر الذى تعلق عليه فاطمة بعض أسباب التمييز، فحسب مديرة مكتب الشكاوى بالمجلس القومى للمرأة، وردت العديد من الشكاوى الخاصة بالتفرقة بين العاملات الأعضاء بحزب الحرية والعدالة وغيرهن من غير المنتميات للإخوان؛ «زى ما كان بيحصل أيام الحزب الوطنى، بيرقوا اللى تبعهم وبس»، فالمرأة بدأت تحرم من عملها أو يتم التضييق عليها فى العمل بسبب عدم انتمائها للحزب الحاكم. «قبل وصول الدكتور مرسى إلى سدة الحكم عدد الشكاوى الخاصة بطلب مساعدات اقتصادية مثل 2% من الإجمالى، بعكس الفترة التى تلت حكم مرسى ارتفع العدد إلى 50%»، تؤكد فاطمة خفاجى، فالمرأة التى تعول أسرة والسيدة التى تحصل على نفقة من طليقها... أوضاعهن المالية تنهار؛ «عدد النساء اللاتى يطرقن الباب الآن كثير جداً، وللأسف مش بنقدر نساعدهم اقتصادياً أو مادياً». ترى خفاجى أن الوعود التى أطلقها الرئيس مرسى «بيتعمل عكسها»، مؤكدة أن معاناة المرأة «تتناسب طردياً مع الوعود الوردية، فكلما زادت التعهدات الجيدة زادت معاناة النساء».