قال مسؤول حكومي، اليوم، إن ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف من متمردي جنوب السودان استسلموا وقبلوا العفو لتنتهي بذلك حركة تمرد في المنطقة الشمالية المنتجة للنفط في جنوب السودان. وتكافح حكومة جنوب السودان لاحتواء حركات تمرد عديدة تزعم أن الخرطوم تدعمها منذ انفصال الجنوب عن السودان في يوليو 2011. وينفي السودان هذه المزاعم. وتحسنت العلاقات بين السودان وجنوب السودان في الشهور القليلة الماضية، ما مهد الطريق في أبريل لاستئناف صادرات الجنوب النفطية عبر أراضي السودان بعد وقفها لمدة 15 شهرا. وأصدر سلفا كير رئيس جنوب السودان، اليوم، عفوا عن ستة من قادة المتمردين من بينهم بابيني مونيتويل قائد جيش تحرير جنوب السودان ومقاتليهم. وقال جوزيف اروب مالوال المتحدث باسم حكومة ولاية الوحدة "استسلمت ميليشيا (جيش تحرير جنوب السودان) التي كانت في الشمال. جاءوا جميعا" ويوجد العديد من حقول النفط في هذه الولاية. وأضاف أن مجموعة كبيرة من مقاتلي جيش تحرير جنوب السودان بقيادة ماثيو بولجانج عبروا الحدود مع مئة شاحنة من السودان؛ حيث يعتقد أن لهم قاعدة تدريب هناك. وتشكل جيش تحرير جنوب السودان في أواخر التسعينيات وهو من أكبر جماعات التمرد في المنطقة. وغيرت الجماعة ولاءها عدة مرات خلال الحرب الأهلية بين السودان وجنوب السودان والتي قتل فيها نحو مليوني شخص بسبب الصراع على النفط والدين والأيديولوجية والهوية. وانتهت الحرب التي اندلعت في عام 1983 باتفاق سلام في عام 2005 مهد الطريق أمام انفصال الجنوب. وقال مالوال إن الاستسلام "إيجابي لأنهم أشقاؤنا. لن نخشى بعد الآن الهجمات من الشمال". ولم يرد تعليق فوري من السودان أو جيش تحرير جنوب السودان الذي كان قد اتهم حكومة جنوب السودان بالفساد في الماضي. ويقول محللون أمنيون إن المئات قتلوا في اشتباكات بين جيش تحرير جنوب السودان -وغالبية مقاتليه من قبيلة النوير - والقوات الحكومية في نوفمبر 2011 ومارس 2012 بولاية الوحدة لكن الجماعة لم تنشط في الآونة الأخيرة. وقام الرئيس السوداني عمر حسن البشير في وقت سابق من الشهر الجاري بأول زيارة لجنوب السودان منذ الانفصال في مسعى لتطبيع العلاقات واستئناف التجارة عبر الحدود. وقال جوناه ليف وهو محلل إقليمي في مشروع (سمول ارمز سرفاي) ومقره جنيف في إشارة إلى الاستسلام "إنه تطور كبير تجاه تحسين العلاقات بين السودان وجنوب السودان. يظهر توقيع اتفاقات ملموسة خلال زيارة البشير الأخيرة لجوبا".