ترسانة من الأسلحة البيضاء.. «11 سكيناً، ومنشار وبرميل»، ليست أدوات جزار، ولا معدات فرارجى، ببساطة، كان ذلك ما يلزم ربة منزل هى وعشيقها الحلاق لتنفيذ جريمة بشعة.. قتل الزوج، وإنهاء حياة رجل بدأها طالباً متفوقاً، فأستاذاً بالجامعة، ثم شيخاً ضريراً متسولاً، بتقطيع جثته، بعد عملية ذبح متقنة، إلى 6 أجزاء داخل شقة بمنطقة العمرانية على يد زوجته الثانية وعشيقها الذى دخل حياة زوجها الكفيف على أنه شقيق الزوجة. الحكاية تعود إلى 13 سنة مضت، آنذاك حضر القتيل سيد أبوزيد، باحثاً عن سكن يليق بأستاذ فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، وقع اختياره على العقار رقم 14 بشارع فاطمة رشدى بمنطقة العمرانية، واشترى شقة فى الطابق الثالث تتسع له ولأسرته، زوجته و3 أطفال، وكما يصف حارس العقار شخصيته وحياته.. «كان وشه دايماً عليه صباح الخير وحياته كانت هادية مع أسرته، ماكنّاش بنسمع لهم صوت واستمر الوضع على كده 5 سنوات». مرت 5 سنوات على هذا الحال، قبل حدوث مشادة كلامية بينه وبين زوجته انتهت بانفصاله عنها وغادرت الشقة هى وأولادها، تحولت حياته إلى جحيم، ظهرت عليه علامات الاكتئاب، حارس العقار يلخص تلك المرحلة بقوله: «معدش فيه صباح الخير ولا حتى سلام عليكم، وبعد ما كان راجل تشوفه كده له هيبة وتحس من منظره إنه واحد مقامه عالى، ربى دقنه ووشّه ضلّم». وبدأت مرحلة الانقطاع عن العمل بصفة مستمرة، ومرت عدة سنوات، كبر فى السن واحتاج لمن يخدمه ويعيش معه بعد أن أصبح وحيداً. بدأ يبحث عن زوجة. «أولاد الحلال»، على حد تعبير حارس العقار، رشحوا له زوجة اسمها «آمال مخيمر»،43 سنة، تزوجها ومرت سنتان هادئتان، بعدها لم تنقطع أصوات تشاجرهما. الجيران قالوا إن هذا طبيعى بين أى زوجين، ووقتها بدأت حالته الصحية تتدهور، وظهر عليه الانكسار ولم ترحمه زوجته من التعدى عليه بالسباب والشتائم وبألفاظ بذيئة. الحارس يقول: «كانت بتسب له بالدين»، وأجبرته فى ذلك الوقت على بيع شقتين فى الهرم والعمرانية وسيارة «لانسر» موديل 2008. خسر الرجل كل ما لديه، وغاب 5 أشهر، لم يظهر فى المنطقة، وذات يوم فوجئ الجيران بعودته ممسكاً بعكاز، وبلحية طويلة، وملابس ممزقة، واكتشفوا أنه يخرج للتسول فى ميدان الجيزة بعد أن حرمته زوجته من كل شىء حتى الطعام، فتدخل الجيران وأعادوه مرة أخرى إلى منزله، لكنه عاد للتسول فى العجوزة وميدان الجيزة والدقى. استغلت الزوجة ضعف زوجها وكبر سنه وراحت تبحث عن متعتها بعد أن تمكنت منه وسيطرت عليه، ومنذ حوالى سنة و3 أشهر كانت المتهمة تتجول فى منطقة العجوزة وشاهدت محل كوافير رجالى فدخلت المحل ووجدت شاباً فى العقد الثانى من عمره وتعرفت عليه وعرفت أن اسمه نادر، 28 سنة، يعمل حلاقاً فى المحل. تبادلا نظرات الإعجاب فى لحظات انتهت باصطحابه معها للشقة بحجة حلاقة شعر نجلها «خالد»، 7 سنوات، وهو ابنها من المجنى عليه، ذهب نادر وكان لقاؤهما الأول على الفراش فى وجود الزوج الذى فقد بصره، وطلبت من الحلاق ادعاء أنه شقيقها ووافق على الفكرة وأقام معها فى الشقة بصفة دائمة رغم أنه متزوج ومقيم فى إمبابة ولديه طفلان. بعد 8 أشهر هدد نادر بالرحيل، حاولت إقناعه بالبقاء بحجة شراكتهما فى محل بيع مكيفات افتتحاه معاً بأموال زوجها، لكنه صدمها بأن المشروع فشل، وصمم على الرحيل والعودة إلى منزله وزوجته فى منطقة إمبابة فأخبرته بأنها حامل منه فى توأم، وعرضت عليه افتتاح محل آخر لبيع الدواجن. تردد نادر، وبعد أسبوع أبلغها بموافقته، افتتحت له المحل، وفى المقابل استمرت العلاقة بينهما، واستقر وضعه فى المنطقة على أنه شقيقها. وفجأة نشبت بينهما مشادة كلامية بعد أن شاهدها طفلها «خالد» على الفراش مع المتهم، فقررا التخلص من المجنى عليه لكى يتمكنا من الزواج، بعد استبعاد خيار الزواج العرفى، وهنا اتفقا على قتل المجنى عليه، وبدآ فى التخطيط لجريمتهما. كان المجنى عليه مستغرقاً فى نومه. تسلل المتهمان وأجهزا عليه بطعنات السكاكين، وتولى المتهم عملية الذبح لتأكيد الوفاة، ثم انتظرا قرابة نصف ساعة أمام الجثة. فكرا فى التخلص منها، كيف؟ انتهيا لقرار بتقطيعها، أمسك المتهم بمنشار، وفى يد المتهمة سكين. بدأ نادر، قطع الرقبة بالمنشار.. وتولت آمال مهمة التقطيع، استخدمت 11 سكيناً، حتى تسعفها الشفرات الحادة الجديدة فى عملية التقطيع حتى انتهت.. قطعته إلى 6 أجزاء فى 3 ساعات. نصف ساعة أخرى للراحة، التقطا الأنفاس، ثم أحضرا «صندوقاً» به مخلفات تنظيف الدواجن ووضعا أشلاء الجثة بين المخلفات ثم نقلاه إلى المحل وتركاه لمدة 18 ساعة قبل إلقائه فى القمامة، لكن الرائحة الكريهة غير المعتادة أثارت شكوك الجيران فأبلغوا المقدم هشام حجازى رئيس مباحث العمرانية الذى انتقل إلى مكان الواقعة وتبين له وجود أشلاء آدامية، فأخطر اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية الذى انتقل إليه وبصحبته العميدين جمعة توفيق رئيس مباحث القطاع ومحمود خليل مفتش المباحث. واستجوب اللواء محمود فاروق المتهمين اللذين اعترفا بارتكابهما الواقعة فى هدوء وكأن ذبيحتهما مجرد دجاجة، فتم إخطار اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة للمباحث والمستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بتفاصيل الواقعة. اقتاد رجال المباحث المتهمين إلى سراى النيابة فى حراسة أمنية مشددة بمحكمة جنوبالجيزة، وناقشهما فريق من نيابة الحوادث ضم أسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث، ومحمد علوانى وأحمد الحمزاوى وكيلى أول النيابة. وخلال التحقيق اعترف المتهمان بارتكابهما الواقعة بعد أن حاولا فى البداية إلقاء التهمة على بعضهما البعض، فقررت النيابة حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت تشريح الجثة وتحريز الأسلحة المستخدمة فى الجريمة «11 سكّيناً ومنشار».