من موقعه كرئيس للحزب، وجه المهندس أبوالعلا ماضى الدعوة: «يدعو حزب الوسط جماهير الشعب المصرى بكل انتماءاته إلى النزول الجمعة القادم 19 أبريل للدفاع عن ثورة 25 يناير فى مواجهة الثورة المضادة»، والتى يراها الإخوانى المنشق متمثلة فى «حملة البراءات والإفراجات عن رموز الفساد وناهبى أموال الشعب»، مع الإشارة إلى أن «وقت الوحدة لكل قوى الثورة الحقيقية لمواجهة عناصر الثورة المضادة قد حان» هكذا صدر البيان. لم يشر بيان حزب الوسط من قريب أو بعيد إلى التظاهرات التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين فى نفس اليوم أمام دار القضاء العالى للأسباب نفسها، رغم العشرة الطويلة التى ربطت بين رئيس الحزب وقيادات الجماعة، حتى مع إعلانه الانفصال الرسمى عنهم فى منتصف تسعينات القرن الماضى، وسعيه الدائب للحصول على رخصة حزب مستقل عنهم تحت اسم «الوسط» قال وقتها إنه يعبر عن موقفه فى السياسة والحياة وقرارات الجماعة التى كان يهاجمها وقتها، قبل أن تعود المياه لمجاريها، ويسيح السمن على العسل، ولا يصبح هناك فارق بين أبوالعلا ماضى فى عهد مبارك وبينه فى عهد مرسى. الرئيس الإخوانى الذى ينفى بشدة ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، يقرب إليه رئيس الحزب المنشق عن نفس الجماعة، والذى ينفى بدروه أى ارتباط بينه وبين الجماعة، ويسر إليه بمعلومات غاية فى الخطورة عن تكوين جهاز المخابرات المصرى لجيش من البلطجية قوامه 300 ألف بلطجى يستعين بهم فى الأحداث، يظهر فى وسائل الإعلام ليهاجم المعارضة التى لا ينتمى إليها، ثم يظهر فى وسائل الإعلام مرة أخرى ليهاجم حكومة الإخوان المسلمين، وفى النهاية يدعو عموم المصريين من «الثوار الحقيقيين»، للوقوف فى وجه «الثورة المضادة»، دون حساب لما يمكن أن يتمخض عنه اليوم عندما يلتقى المصريون فى ميدان واحد على أرض واحدة بعد أن فرقهم من فرقهم، وألقى بينهم بذور الشقاق والفتنة. يصر المهندس أبوالعلا ماضى ابن محافظة المنيا على مواصلة الدور المرسوم له سلفاً، «معارض» ولكن تحت «جناح الجماعة». «الوسطى» الذى انضم للتنظيم المتشدد فى نهاية سبعينات القرن الماضى وقت أن كان يدرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة، واتصل بتنظيمات الجهاد، وحل ضيفاً فى سجون السادات قبل أن يخرج وجماعته من ظلمات العمل السرى، إلى نور السياسة المفتوح خاصة بعد أن حصل حزبه على رخصة فى أعقاب ثورة يناير، وغدا رئيس حزب معترفاً به بعد أكثر من 15 عاماً من الرفض والإقصاء. هل يتحمل أبوالعلا ماضى نتيجة ما يمكن أن تحدثه دعوته للمصريين بالنزول والتظاهر فى مكان واحد، خاصة إذا تمخض النزول عن مواجهات دامية تكررت أكثر من مرة فى الشهور الأخيرة، أغلب الظن أن أحداً لا يتحمل مسئولية أى شىء فى الدولة، حتى ولو كانت النتيجة مزيداً من دماء المصريين.