سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة «النونو» شهيد أحداث «6 أبريل»: المحلة شرارة الثورة.. وعلى «مرسى» اتقاء انتفاضة أهلها والدة الشهيد: الشرطة منعتنى وزوجى من رؤيته بالمشرحة.. ووالده: فرتكوا دماغه بالرصاص وسحلوه وجردوه من ملابسه
روت أسرة الشهيد أحمد السيد النونو، 24 سنة، أحد شهداء انتفاضة المحلة فى 6 أبريل 2008، ل«الوطن»، ذكرياتهم عن لحظة استشهاد نجلهم، برصاص قوات شرطة حبيب العادلى، وشن والد الشهيد فى حديثه مع «الوطن» هجوماً لاذعاً على النظام الحالى، معتبراً أنه تجاهل القصاص للشهداء ويسير على خُطى نظام مبارك فى القمع والتعذيب وسحل المتظاهرين، مشيراً إلى اشتباكات الشرطة مع المتظاهرين فى ميدان الشون فى أحداث ذكرى الثورة، وحذّره قائلاً: «المحلة شرارة الثورة.. وعلى (مرسى) اتقاء انتفاضة أهلها الشرفاء». وأضاف والد الشهيد أن نجله كان يعمل عاملاً لصيانة ماكينات التريكو والتطريز، واستُشهد بوابل من طلقات الخرطوش والرصاص حال عودته بمنطقة شارع 10 بالقرب من سوق العباسى التجارية أثناء الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، بعد أن أطلقت الشرطة طلقات الخرطوش والرصاص بشكل عشوائى فى الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء 7 أبريل 2008. وأضاف السيد محمد النونو، فى حديثه ل«الوطن» داخل منزلهم بمنطقة مصنع القاضى بالقُرب من الطريق الدائرى «المحلة - المنصورة»: «أنا كنت باشتغل بائع على عربة كارو لبيع الكيروسين والبنزين، ولكن اضطررت إلى ترك مهنتى بسبب سنى، وكان (أحمد) تملى بيعطى والدته 1000 جنيه شهرياً لمساعدتنا فى تحمُّل تكاليف المنزل، خصوصاً أن معاشى الشهرى لا يتجاوز ال300 جنيه». وعن يوم استشهاد نجله، قال والد الشهيد إن نجله الشهيد قام من نومه يوم استشهاده، وأخذ يتحدث معه ويقول له وبجواره والدته: «أنا شوفتكم فى المنام إنتم زى ما تكونوا كنتم ميتين والناس حواليكم كتير وواقعين فى السكة وفى طريق ماقدرتش أعرف هى فين؟». والتقطت الحاجة ليلى أحمد الرفاعى والدة الشهيد، خيط الحديث من زوجها الذى انهمر فى البكاء، قائلة: «أصحاب ابنى جاءوا إلى المنزل وبلّغونا أنه انضرب بالنار بشارع 10 بمنطقة المنشية الجديدة وقت اشتباكات الشرطة مع متظاهرين وسحلوه وجرّدوه من منزله»، مشيرة إلى أن تقرير الطب الشرعى أكد أن «جثة الشهيد كانت مجرّدة من الملابس، وبها آثار تعذيب والضرب مبرح وطلقات رصاص خرطوش فى الرأس وأماكن متفرّقة من جسده». وأكدت أن شقيق الشهيد وخاله عاينا جثة نجلها الصغير داخل مشرحة مستشفى طوارئ المنصورة، قبل أن تفرض الشرطة حصارها عليهم وتمنعهم من رؤية جثته، وتفرض عليهم حظراً داخل منزلهم وتمنعهم من مقابلة الصحفيين والإعلاميين.[Image_2] وكشفت الأسرة عن تقدُّمها بدعاوى قضائية ضد الرئيس المخلوع حسنى مبارك بشخصه، وحبيب العادلى، وزير داخليته، للقصاص لنجلهم واسترداد حقه الذى لم يرجع حتى الآن بسبب غياب دولة القانون والرقابة بعد ثورة 25 يناير، وفى ظل حكم ووصاية «دولة الإخوان» حسب قولهم، وحذّر والد الشهيد، الإخوان، قائلاً: «المحلة شرارة الثورة.. وعلى (مرسى) اتقاء انتفاضة أهلها الشرفاء»، منتقداً استخدام نظام «مرسى» نفس أسلوب «مبارك» فى قمع الاحتجاجات وسحل وضرب وقتل المتظاهرين فى المحلة وباقى المحافظات. واستطرد والد الشهيد قائلاً: «المجرم بيضربوه فى رجليه، وابننا قتلوه بطلق نارى فى دماغه وفرتكوها، وحسبى الله ونعم الوكيل فى الحكومة اللى مش بتراعى حقوق أبنائنا». إلى ذلك، طالبت أسرة الشهيد بتوفير معاش استثنائى لنجلهم، وضمه إلى شهداء ثورة 25 يناير، معلنين رفضهم عرضاً من وزير الشئون الاجتماعية بعد ثورة يناير فى عهد الرئيس مرسى، رئيس الجمهورية، بتوفير معاش يبلغ قيمته 40 جنيهاً شهرياً. وندّدت الأسرة بتجاهل الحكومة المصرية برئاسة الدكتور هشام قنديل، القصاص لدماء الشهداء، وتقاعسها عن محاسبة المتورطين بقتلهم وتقديمهم للعدالة.