فى الوقت الذى تنفى فيه مديرية أمن الغربية إطلاق أعيرة الخرطوش على متظاهرى المحلة، روى مواطنون ومتظاهرون ل«الوطن» تفاصيل إصابتهم بأعيرة خرطوش فى أعينهم خلال اشتباكات الشرطة والمتظاهرين بالمحلة، مما تسبب فى حرمان البعض من الرؤية بإحدى العينين، مؤكدين أن قوات الأمن هى من أطلقت الخرطوش عليهم. وكان شباب القوى والحركات الثورية قد اتهموا قوات الشرطة بإطلاق الخرطوش بكثافة خلال الاشتباكات، مما تسبب فى إصابة عشرات المتظاهرين فى أنحاء متفرقة من أجسادهم، وهو ما أصر اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية على نفيه، قائلاً إن مجهولين من مثيرى الشغب والبلطجية هم من يطلقون طلقات الخرطوش صوب قوات الشرطة والمتظاهرين. «الوطن» قابلت عدداً من المصابين بطلقات الخرطوش خلال الاشتباكات، الذين أكدوا أن قوات الشرطة هى من أطلقت الخرطوش عليهم وتسببت فى إصابتهم وفقدان بعضهم البصر بإحدى عينيه. وقال ماجد عبداللطيف (33 سنة)، عامل، إنه أصيب بطلقات خرطوش تسببت فى انفجار بقاع العين اليسرى، وفقد البصر بها تماماً، إضافة إلى إصابته فى أماكن متفرقة من جسده. وعن لحظة إصابته قال إنه أثناء سيره فى شارع البحر الرئيسى بعد الانتهاء من تشييع جنازة الشهداء الذين سقطوا فى الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، مساء يوم الأربعاء الماضى، فوجئ بهجوم قوات الأمن المركزى، مدعومة بمدرعة، عليهم بالقرب من النادى الزراعى، مضيفاً أن ضابطاً بالمدرعة أطلق الخرطوش عليه، وأنه سقط على الأرض، ونقله المتظاهرون إلى المستشفى العام، الذى حوله إلى مستشفى الرمد بطنطا. وأكد ماجد أنه لا ينتمى لأى فصيل أو تيار سياسى، ووجّه رسالة إلى مرسى قائلاً: «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله» وقالت ثريا السيد، والدة «ماجد»، فى رسالة لمرسى: ارحل عن الحكم وسيب البلد، الشباب بيموت، ومصالح الناس واقفة، والبلد خربت والدنيا وقفت، ماعدناش حاسين بالأمن، فى عهد حسنى ماكانش بيحصل ده». «محمد السعيد عطا» (22 سنة)، حاصل على ليسانس حقوق ويعمل فى محل تجارى بمنطقة العباسى القديم، ومصاب بانفجار فى العين اليمنى، قال إنه أثناء خروجه من الشغل الساعة 10 مساء وعبوره من أمام منطقة الرى هاجمته مدرعة يعتليها عسكرى وبجواره ضابط شرطة يحمل بندقية أطلق منها خرطوشاً عليه وناحية المتظاهرين بشكل عشوائى أسفر عن إصابته فى عينه اليمنى. وحمّل والد «عطا» الرئيس محمد مرسى، واللواء محمد إبراهيم وزير داخليته، ومدير قطاع الأمن المركزى، المسئولية عن قتل وإصابة المتظاهرين للتخلص منهم، فيما قالت والدته: «مين هيعالج ابننا؟ اتق الله فى عيالنا يا مرسى احنا صرفنا عليهم دم قلبنا». من جانبه قال «محمد جار النبى محمود» (28 سنة)، نجار مسلح، إنه أصيب أثناء عودته إلى محل سكنه بمنطقة الجمهورية برفقة زميله هشام الصياغ، موضحاً أنهما كانا يستقلان دراجة نارية ومرا بالطريق المؤدى إلى مزلقان السكة الحديد، وفوجئا بسيدة ينتابها الذعر وهى تحتضن طفلها خشية تعرضه للخطر جراء الاشتباكات، فسارع للنزول لمساعدتها، لكن ضابطاً يعتلى مدرعة أطلق عليه أعيرة الخرطوش، مما تسبب فى إصابته بطلقات خرطوش بقاع العين. وقال «جار النبى»: نقيب شرطة بثلاثة نجوم هو اللى ضربنى بسلاحه من فوق المدرعة وهى بتتحرك فى شوارع منطقة الشون. ودعت عفت عبدالقادر، والدة الشاب المصاب قائلة: «ربى لا يسامح من أصاب ابنى فى عينه، ولا يوجد شىء يعوضنا عن نور عينه، ولن أتنازل عن القصاص له». «محمد مصطفى توفيق غيدة»، طالب بالثانوية العامة لم يتجاوز ال(17 سنة)، يحتاج لعملية جراحية سريعة لإنقاذ عينه بعد إطلاق ضابط الخرطوش عليه وهو يسير مع والدته فى الشارع. يحكى «غيدة» عن لحظة إصابته قائلاً: «كنت عائداً مع والدتى من قرية «بلقينا»، كنا فى زيارة لعمتى المريضة، ونزلنا من الميكروباص قبل الموقف بالقرب من ميدان الشون، وأثناء محاولتنا العبور اقتربت سيارة مصفحة منا وأطلق ضابط الخرطوش علينا، وبعد كده لقيت نفسى على سرير المستشفى وعينى لا أرى بها». واستكملت والدته الحديث قائلة: ابنى اتصاب بثقب العين بخرطوش الداخلية، وللعلم ابنى كان معايا ولا هو ناشط سياسى ولا شارك فى أى مظاهرات. وأضافت أنها تقدمت بمحضرين يحملان رقمى 3048، و3050 جنح قسم شرطة ثانى المحلة الكبرى، واتهمت فيهما ضباط الأمن المركزى بإطلاق الخرطوش عليها وعلى ابنها، مما تسبب فى إصابتهما بعاهات مستديمة.