«آه.. يا بلدنا.. يا تكية يا وصية.. سرقوكى شوية حرامية»، هتاف أطلقه أحد شباب الثورة فاجتمع حوله المارة، ظهر فى المشهد بائع خبز، ثم رجلان كل منهما يحمل «أنبوبة» الأول تهافت عليه البسطاء، محاولين الحصول على حلمهم بعيد المنال، فيما وقف صديقه بالأنبوبة الأخرى سلمها بكل أريحية لرجل يهودى ملتحف بعلم إسرائيل. على الجانب الآخر سقط أحد الشهداء الذى داسه إعلامى خرج لتوه من نافذة تلفاز تعلو وجهه ابتسامة صفراء، وفى النهاية حاول شاب ترديد هتاف ثورى مرة أخرى فنال عقابه بالسحل والاعتقال.. كل هذا مجرد مشهد لم يستغرق تمثيله ثوانى شارك فيه 100 شاب وفتاة قرروا أن يلخصوا ممارسات النظام السابق خلال 30 عاما فى 5 دقائق. بالقرب من شارع جامعة الدول العربية تقع الحديقة (مكان تجمع فريق «فريز»).. هناك أجرى الشباب بروفتهم، قبل بدء التصوير فى أول فيلم «فلاش موب» يتناول حكم المخلوع، ليؤكدوا فى نهاية الفيلم أن «النظام ماسقطش.. وبيبنى نفسه من جديد». بعد نجاح فيلمهم الأول «موقعة الجمل فى الميرغنى»، قرروا تقديم تجربتهم الثانية «100 مظاهرة فى 5 دقائق» حسب أحمد فؤاد، أحد منسقى الفريق، الذى يرى أن المسيرات والهتافات لم تعد براقة وأن الناس بدأت تنسى ممارسات نظام المخلوع «لذا وجب التنويه والتذكرة». أعضاء الفريق يؤكدون أنهم لا ينتمون لحملات أى مرشح رئاسى فغرضهم الأول هو عدم عودة النظام السابق أو أى من رجاله، وفى الوقت نفسه لا يوجهون الناس لانتخاب الدكتور مرسى أو حتى المقاطعة: «بنخاطب المترددين واللى مقتنعين بشفيق لأسباب واهية» يقولها أيمن إيهاب عضو «فريز». «إحنا فى قمة السعادة إننا أثرنا فى الناس» يقولها إسلام توبة (صاحب فكرة الفيديو الأول) أثناء متابعته لبروفة «الفلاش» الذى تم تصويره -أمس الخميس- فى أربع محافظات (القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنصورة) فى توقيت واحد.. يحكى «توبة» عن أمتع لحظات التصوير: امرأة من المارة تفاعلت مع الحدث فصارت إحدى بطلاته.