صراخ وهتافات صارخة وعبارات "الثورة ماتت من النهاردة"، كانت تلك هي الملامح الأبرز لمشهد مئات المتظاهرين أمام المحكمة الدستورية بعد صدور القرار بعدم دستورية قانون العزل السياسي، وحل مجلسي الشعب والشورى، وانطلقت الهتافات الغاضبة "يسقط يسقط حكم العسكر، الشعب يريد إعدام المشير"، اعتراضا على الحكم. قالت كريمة الحفناوي، قيادية بحركة "كفاية"، إن الثورة كتبت شهادة وفاتها وكأن الثورة لم تقم ليأتي مبارك جيد يحكم مصر ويدخل قصر الرئاسة على دماء الآلاف من الشهداء، وأضافت إلى جماعة الإخوان: "حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتم السبب فى اللي احنا فيه". ودعا الدكتور عبد الجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، المتظاهرين إلى تكثيف حملة "مقاطعون" و"مبطلون" للانتخابات. وارتسمت علامات الحزن على وجوه المتظاهرين الذين دخل بعضهم فى حالات بكاء حادة وسقط بعضهم فى حالات إغماء وقيام آخرون برفع الأحذية تجاه مبنى المحكمة الدستورية مرددين هتافات "باطل باطل". وكان المئات من المتظاهرين قد توافدوا منذ صباح الخميس إلى مبنى المحكمة الدستورية العليا حاملين لافتات مكتوب عليها "الشعب يريد عزل أحمد شفيق"، و"القانون بيقول أحمد شفيق فلول"، إضافة إلى قيامهم بحرق صور شفيق، فيما كثفت قوات الشرطة العسكرية بالاشتراك مع قوات الأمن المركزي تواجده أمام مبنى المحكمة. وقامت قوات الأمن بإغلاق طريق مصر حلوان الزراعي أمام حركة السير فضلا عن إغلاق طريق كورنيش المعادي باتجاه وسط القاهرة، وازدادت أعداد المتظاهرين بمرور ساعات النهار؛ حيث توافد عدد كبير من أعضاء حركة 6 إبريل بجبهتيها، إضافة إلى أعضاء حركة "الاشتراكيون الثوريون" وعدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحملة الدكتور محمد مرسى الانتخابية. ونشبت مشاجرة بين عدد من المتظاهرين وقائد سيارة تاكسي بسبب قيام السائق باستفزاز المتظاهرين بترديد عبارات مؤيدة لأحمد شفيق، اشتبك مع المتظاهرين وقاموا بتكسير السيارة حتى تدخلت قوات الشرطة العسكرية ونجحت فى تخليصه. كثفت حملة "مبطلون" من نشاطها تحت شعار "قول لأ للعسكر والمرشد"، وظهرت دعوات لمليونية الجمعة فى ميدان التحرير والدخول فى اعتصام مفتوح مطالبين جماعة الإخوان أن تتحمل مسؤوليتها، وأن تصحح أخطاءها تجاه الثورة. وقال محمد القصاص عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، إن الحكم الصادر من المحكمة الدستورية، "صدمة كبيرة" بعد أسابيع من النضال لتطبيق "العزل" على "شفيق"، كنا نأمل في المحكمة، لكن من الواضح أن هناك إصرارا على بقائه، حسب قوله، وأضاف: "حكم المحكمة بشأن البرلمان، يقصد عدم إعطاء الإخوان الأغلبية فى مجلس الشعب، وإرباك الحياة السياسية قبل الانتخابات". وقال طارق الخولى المتحدث باسم "6 إبريل": "الحكم صادم ويمثل عودة للنظام ببقاء شفيق فى الانتخابات، وإنهم لن يستسلموا لهذا الحكم، أو يسمحوا بحكم شفيق".