أريد من النائب العام أن يثبت أنه رجل محترم، وليس نائباً «ملاكى» لجماعة الإخوان كما يصفه البعض، فيصدر قراراً بضبط وإحضار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، بعد أن أصدر قراراً بضبط وإحضار عدد من الناشطين السياسيين بتهمة المشاركة والتحريض على أحداث العنف التى شهدتها هضبة المقطم يوم الجمعة الماضى. فإذا كان قرار النائب قد استند على بعض التنويهات والتعليقات التى نشرها هؤلاء الناشطون على صفحاتهم على الفيس بوك، فأولى به ألا يكيل بمكيالين وأن يصدر قرار ضبط وإحضار للشيخ «حازم». وقد قدم النادى العام لضباط الشرطة عدة بلاغات للنائب العام، استند فيها إلى تعليقات الشيخ «حازم» على صفحته على الفيس بوك، والتى حرّض فيها بشكل واضح لا يحتمل اللبس على محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، والأحزاب الليبرالية، وبيوت الإعلاميين والسياسيين. ومن واجب النائب العام أن يتعامل بأعلى درجات الجدية مع هذه البلاغات، ولا أقل فى هذه الحالة من إصدار قرار شبيه بضبط الشيخ، وسؤاله فيما هو منسوب إليه، خصوصاً أن أتباعه قاموا -بناءً على تحريضه- بالتحرش بعدد من الإعلاميين، وتحطيم سياراتهم، وإثارة الفزع بين رواد مدينة الإنتاج، بالإضافة إلى قيامهم بطمس اسم مدينة الإنتاج الإعلامى واستبدال اسم مدينة الإنتاج الإسلامى به. وليست تلك المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك كما يعلم الجميع، فقد سبق ودعا الشيخ أنصاره إلى محاصرة مدينة الإنتاج لعدة أيام، وخطب فيهم، وحرّضهم بشكل صريح على الإعلام والإعلاميين، ولا خلاف على أن عودته إلى الأمر نفسه للمرة الثانية تم بسبب عدم محاسبته على الحصار الأول للمدينة، لذلك فإن تركه حراً طليقاً يدب على الأرض كما يشاء ويهوى، فيحاصر هذا ويطارد ذاك، ويحرض على النيل من مناوئيه فى الرأى أو الرؤية، يضر بالأمن العام أشد الضرر، ويزيد من حالة الفوضى التى تسيطر على البلاد. العدل يقتضى أن يبتلع النائب العام حبوب الشجاعة ويصدر قراراً بضبط وإحضار الشيخ «حازم»، كما فعل مع الناشطين السياسيين، وإذا لم يفعل ذلك فإن الوصف الذى ينعته البعض به من أنه «نائب الإخوان» سوف يتأكد، وسوف يكون واضحاً أمام الجميع أن الجماعة لجأت إليه عندما ذهب شبابها باكين للقيادات، بعدما اعتدى عليهم العيال الثورجية الوحشين ومرمطوهم فى الشوارع، ولأنهم عجزوا عن مواجهتهم «راجل لراجل»، فقد لجأوا إلى آبائهم الذين فى مكتب الإرشاد، تماماً مثلما كان يفعل ولاد الناس إياهم أيام «المخلوع»، حينما كانوا يصرخون لآبائهم وأهليهم وعشيرتهم لكى ينتقموا لهم ممن عجزوا عن مواجهتهم فى الشارع، أما إذا اعتدوا هم أنفسهم على أحد فإنهم يصبحون فوق المساءلة، نظام «إنت مش عارف إنت بتكلم مين؟!».. بس ب«دقن»!.