4500 مواطن مصرى من ذوى الاحتياجات الخاصة، كلهم من أبناء محافظة الشرقية، يلهثون وراء حقوقهم فى التعيين، والحد الأدنى للأجر، من المحافظة إلى مديرية التعليم وجهاز التنظيم والإدارة وأخيراً الرئاسة، التى تجاهلتهم تماما. يقول محمد فريد أحد المتضررين: جرى تسليم 4500 معاق عقود تعيين فى «التعليم» بتاريخ 1/1/2011، بناء على تعليمات المحافظ السابق عزازى على عزازى، لكن كعمال وليس وفقا لمؤهلاتهم العليا، وكأنهم يتصدقون علينا، بمنطق احمدوا ربنا، وهى الجملة التى كنا نسمعها كثيرا، المهم أننا وافقنا مرحبين باستلام العمل، وبعد عدة مطالبات بتغيير المسمى الوظيفى للمؤهلات العليا والتى تم رفضها قررنا الاعتصام فى المحافظة أكثر من مرة، حتى جرت الموافقة على تغيير المسمى، فى 1/6/2011، ورفع الأجر من 65 إلى 82 جنيها شهريا. فأى راتب هذا؟ ويضيف: توجهنا إلى المحافظ الحالى حسن النجار، لطلب التثبيت وتحسين أوضاعنا فوعدنا بتنفيذ مطالبنا، كما توجهنا للقاء صفوت النحاس رئيس جهاز التنظيم والإدارة، فرفض أن يتحدث إلينا فى طريقه إلى السيارة، فتوجهنا إلى قصر الاتحادية، وتقدمنا بطلب لمقابلة مستشار الرئيس، وقدمنا شكوى فى ديوان المظالم برقم 146888، للمطالبة بتثبيت نسبة ال 5% معاقين بإدارات الشرقية التعليمية. ويمضى محمد واصفا رحلة المعاناة: قابلنا الدكتورة هالة عبدالخالق أمين المجلس القومى للمعاقين، فوعدتنا برفع الأجر فى شهر 11 بلا جدوى، لتتوالى الاعتصامات أمام الوزارات المعنية، وقصر الاتحادية، دون جدوى، رغم أن الرئاسة أقرت بالتثبيت والسبب أن القرار سيوجه إلى «التنظيم والإدارة» حتى يتم تنفيذ القرار، وأن محافظ الشرقية لديه صورة من القرار ولكن المحافظ ينكر أن لديه أى علم بهذا القرار. فتوجهنا إلى الرئاسة مرة أخرى فى يوم 13/3/2013 وتقدمنا بشكوى للمستشار محمد فؤاد جاب الله بتعنت المحافظ حسن النجار معنا وعدم تنفيذ القرارات بالتثبيت وتعديل الراتب. ويقول أشرف محمد توفيق أحد المتضررين: تقدمت بشكوى لرئيس الجمهورية بطلب تثبيت بنسبة ال5% للمتعاقدين بالتربية والتعليم، بمحافظة الشرقية، صدر على إثرها القرار رقم 834 الذى ينص على «الموافقة من قبل رئيس مجلس الوزراء على تثبيت جميع نسبة ال5% وعددهم 4442 متعاقدا مع مديرية التربية والتعليم بالشرقية، دون التقيد بسنة التخرج من تاريخ تقديم الشكوى فى 7/10/2012» ويضيف: كما جرت الموافقة عليها من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم وصدق عليها محافظ الشرقية بالموافقة، بتاريخ 26/12/2012 إلا أنه لم ينفذ هذا القرار ضاربا عرض الحائط بقرار رئيس مجلس الوزراء. ويقول أشرف: نطالب الرئيس محمد مرسى وهشام قنديل بتكليف المحافظ بتنفيذ القرار الصادر من رئاسة مجلس الوزراء علما بأن نسبة ال5% ليس لها تعاقد على الإطلاق، ولها الحق قانونا فى التثبيت، طبقا للقانون رقم 49 الخاص بنسبة ال5% وهناك قانون رقم 19 لسنة 2012 بتعديل بعض أحكام قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة الصادر بالقانون رقم 47 لسنة 1947 والذى ينص فى المادة الأولى على أن تضاف فقرة ثالثة لنص المادة 23 من قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة نصها (كل من أمضى ببند أجور موسميين ستة أشهر على الأقل من تاريخ نقله على الباب الأول أجور يتم تعيينه على بند الأجور الثابتة بذات الباب). كما أن العقد الذى يعمل عليه المتعاقدون المعاقون بالتربية والتعليم بمحافظة الشرقية عقد أجور موسميين باب أول أجور بند 2/3 باب أول أجور وعلى ذلك يكون هذا القانون منطبقا على حالتنا فيجب التثبيت بعد مضى 6 أشهر ونحن متعاقدون منذ بداية شهر يناير 2012 إلى الآن أى قرابة السنة والنصف ونعمل بأجور تتراوح بين 68 جنيها للعامل و86 جنيها للإدارى و102 جنيه للمدرس صاحب المؤهل العالى، فبالله عليكم هل هذا المبلغ يكفى سائلا يتكفف الطريق العام يطلب الحسنة من هذا وذاك؟! وفى نهاية كلامى لا أستطيع أن أقول إلا حسبى الله ونعم الوكيل. ويقول حسن إبراهيم: إحنا اتبهدلنا وتمت إهانتنا، وواجهنا مشاكل ضرب، وإهانة خاصة أمام قصر الاتحادية، كنا 20، واتهمونا بأننا نخرب ونلقى المولوتوف، متسائلا: كيف يعقل وكلنا معاقون، ومنا من يسير بصعوبة وبعضهم يجلس على كراسى متحركة وعدد من المكفوفين، ولم يستجب لنا أحد رغم الاعتصام أسبوعا كاملا بالشارع، فى ظل إمكاناتنا المادية الضعيفة، كما تعرضنا للضرب والإهانة من الأمن، وعندما شكونا لقائد الحرس اللواء أحمد هندى اعتداء أحد الضباط علينا، قال «دا أكفأ ظابط عندى». ويتساءل حسن: كيف يعمل معاق وراتبه 80 أو 100 جنيه؟ وكيف يفتح بيتا ويدفع الإيجار وباقى مصاريفه لحياة كريمة؟ وكيف يعمل فى مكان آخر لتحسين الدخل؟ موضحاً أنه يعمل بعمل آخر فى العاشر من رمضان، فيما يعود إلى بيته بعد منتصف الليل، وقد أنفق ربع راتبه على الأطباء من الجهد اليومى. ويتذكر حسن كيف أن المحافظ قال لهم بطريقة مهينة، فى أحد الاجتماعات العلنية، إنه سيناشد رجال الأعمال والمصانع التبرع لزيادة رواتبهم، معلقا «بيشحتوا علينا». أشرف كامل، حاصل على دبلوم تجارة، ولديه 3 أطفال، وهو مريض بارتجاع فى الصمام الأورطى، ورغم حالته الخطرة، ظل يلهث وراء موافقة الرئاسة وحلم التثبيت، ما أدى لتدهور حالته الصحية، وكاد يفقد حياته، حيث سقط مصابا بنزيف فى المخ وجلطة فى اليد والقدم، وغيبوبة لمدة 15 يوما، ما زال يعالج من آثارها. سيد الريس «السلفى» كما يحب التعريف عن نفسه، سرد تجربته، قائلا: كنت أتخيل أن العدل سيبسط يده على الجميع، خاصة أننا ذقنا جميعا طعم الظلم، وتخيلت أن القادم أفضل، بينما نقف اليوم فى حاجة إلى قرار يعرف الرحمة، فيما يبدو أن «مفيش فايدة» مضيفا: لازم نقاوم ونطلب حقنا بالعافية، المحافظ قال قدامنا كام شهر على الميزانية الجديدة، طيب يوضح لنا من أين أصرف على أولادى فى الأيام المقبلة، ومن أين أدفع الإيجار ومن أين نأكل ونشرب ونعالج؟ مش كفاية إن الراتب لا يتجاوز 200 جنيه، نعمل إيه إحنا مش عاوزين نموت بالبطىء، ومش عاوزين غير العدل. ويتابع: كنت أكره النظام القديم، لكنى لا أجد الآن العدل، والرسول عليه الصلاة والسلام قال اذهبوا إلى النجاشى-وهو مسيحى- لأنه لا يظلم عنده أحد، ونحن نشعر الآن بمرارة الظلم، فإلى من نذهب؟