لم تكن زيارة وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى إلى القاهرة سوى قمة جبل الجليد، الذى يُخفى الجزء الأعظم منه فى صورة اتصالات وتفاهمات واتفاقات سرية لم يُعلن عنها، ولكى نفهم ما وراء الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الإيرانى وتبعه الرئيس الإيرانى للمشاركة فى مؤتمر القمة الإسلامى الذى انعقد فى القاهرة، والذى كان بمثابة غطاء سياسى لزيارة معدة سلفاً لها أجندة سياسية خاصة بها، بعيداً عن قمة المؤتمر الإسلامى، وهو الذى بدا واضحاً فى حضور الرئيس الإيرانى قبل موعد انعقاد القمة بيوم وعاد إلى بلاده بعد انتهاء أعمال القمة بيومين، وهو ما يوضح طبيعة زيارتة الخاصة إلى مصر، والتى التقى خلالها المسئولين المصريين وكذلك مكتب الإرشاد لتناول قضايا عديدة تسعى من خلالها إيران إلى تدعيم علاقتها بمصر من خلال الإخوان المسلمين ودعمهم وهو ما تم، ولا يخفى على أحد أن هذه الزيارات التى قام بها المسئولون الإيرانيون على أعلى مستوى للقاهرة، لم تكن لتتم لو لم يكن هناك ضوء أخضر أمريكى ومباركة لهذه الاتصالات والزيارات بين الجانبين. ولكى نفهم هذه العلاقة الغامضة بين إيران والإخوان المسلمين يجب أن نتناول المشتركات التى تجمع كلاً من إيران والإخوان لكى نفهم ماذا تريد إيران من الإخوان ومصر؟ وماذا يريد الإخوان من إيران؟ أما القاسم المشترك الذى يجمع بينهما فهو المشروع الإسلامى أو ما يُعرف بالأممية الإسلامية، الذى تشترك فيه كل من إيران والإخوان إذ إن كلاً منهما لا يعترف بالقومية العربية ولا بالحدود السياسية بين الدول الإسلامية، وإن الأولوية لا تكون إلا للأمة الإسلامية، وليس للاعتبارات الوطنية أى وزن فى فكر الإخوان وإيران. أما بالنسبة لإيران فإن لمصر مكانةً خاصة فى أدبيات الفكر الشيعى باعتبار أن عصر الظهور للإمام الغائب (المهدى المنتظر) قد بدأ، وهو ما يفسر زيارة العديد من المرجعيات الدينية والشخصيات السياسية إلى مصر فى الفترة الأخيرة، وذلك لرصد علامات الظهور الخاصة بالإمام المهدى المنتظر، الذى سيظهر فى مصر وفق المعتقد الشيعى وسيكون جنده من أهل مصر والذى سيحارب به، وهو ما يمثل أهمية قصوى لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائمة على الدين، وكذلك لما تلعبه مصر من دور محورى وأساسى فى الوطن العربى والشرق الأوسط باعتبارها أكبر دولة عربية ولموقعها الجغرافى المهم، كما تسعى إيران إلى إيجاد بديل استراتيجى لسوريا، التى تعلم أن نفوذها فيها إلى انحسار طال الوقت أم قصر. ولما كانت إيران تعلم يقيناً أنها لن تجد شريكاً استراتيجياً يسمح لها بموطئ قدم وتمدُّد فى مصر أفضل من الإخوان، لذا فقد راهنت عليهم منذ قيام الثورة ودعمتهم بكل الأشكال مادياً ومعنوياً وسياسياً، مما أسهم بصورة فاعلة فى اعتلائهم كرسى الحكم فى مصر، ولا يخفى على أحد أن إيران قدّمت دعماً مادياً كبيراً للإخوان المسلمين أثناء حملتهم الانتخابية البرلمانية والرئاسية، وأما الإخوان المسلمون فهم بحاجة ماسة إلى شريك دولى وإقليمى قوى يسندهم ويدعمهم داخلياً وخارجياً ويراهن عليهم، وهو ما توافر فى إيران، كما أن الإخوان المسلمين لا يثقون بالولاياتالمتحدة لمعرفتهم أنها يمكن أن تنقلب عليهم فى أى لحظة، كما حدث من قبل مع مبارك والسادات، لذا كان لزاماً عليهم أن يراهنوا على إيران باعتبارها خصماً قوياً للولايات المتحدة وورقة يمكنهم بها المساومة معها، ولخلق نوع من التوازن والقوة فى مواجهة خصومها. أما عن الدور الأمريكى فلا يخفى أن أمريكا قد أعطت الضوء الأخضر للتقارب المصرى - الإيرانى، وذلك لما لإيران من دور قوى لإقرار ما تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تحققه أو تمرره من مشاريع وأهداف فى الشرق الأوسط، وأولها أمن إسرائيل، ولعلنا لا نذيع سراً إذا قلنا إن إيران كان لها الدور الأكبر فى أحداث غزة الأخيرة، بدءاً من إطلاق صواريخ «فجر» الإيرانية على إسرائيل إلى إقرار وضمان الهدنة بين حماس والجهاد وباقى الفصائل الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وذلك نظراً إلى النفوذ الإيرانى القوى فى غزة والمتمثل فى الدعم المالى والعسكرى التى تقدّمه إيران لحماس والجهاد وباقى الفصائل الفلسطينية، وعلى الرغم من الدور الذى لعبته الإخوان المسلمين فى الهدنة فإنه كان دوراً محدوداً قياساً إلى الدور الإيرانى وقد تبدى ذلك واضحاً فى الاتصالات والزيارات التى تمّت بين مسئولين فى مكتب الإرشاد لإيران وكذلك مسئولين إيرانيين إلى مصر أثناء الأزمة، والتى انتهت بإقرار الهدنة بين حماس وإسرائيل، وقد بدا الدور الإيرانى قوياً وحاضراً عند الإعلان الرسمى عن الهدنة حينما صرّح خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، من منبر جامعة الدول العربية فى مؤتمر صحفى أنه يوجه الشكر إلى إيران لما قدّمته من مال وسلاح للمقاومة، وما أعلنه رجل حماس القوى محمود الزهار عند ثنائه على الدور الإيرانى، قائلاً: ليس عيباً أن تعترف بالجميل ومن لا يعجبه فليتنافس المتنافسون، فى إشارة إلى الدول العربية التى تتحفّظ على الدور الإيرانى.. والسؤال ماذا بعد؟؟ وما حقيقة وخبايا العلاقات الإيرانية - الإخوانية؟ من المؤكد أن الإخوان المسلمين لا يثقون بأجهزة الدولة العميقة والمتمثلة فى القوات المسلحة، والمخابرات العامة، وأمن الدولة، وذلك لعلمهم أنه لا يمكنهم اختراقها، وأن ولاء هذه الأجهزة للدولة المصرية وليس للجماعة، وهذا تحديداً ما دفع جماعة الإخوان المسلمين إلى التعاون مع إيران لكى تساعدهم فى إنشاء أجهزة أمنية موازية خاصة بهم، بعيداً عن الدولة، وهو ما يفسر زيارة الجنرال «قاسمى» رئيس فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، إلى القاهرة فى زيارة سرية لم يعلن عنها التقى خلالها مكتب الإرشاد وسرّبت الخبر أجهزة سيادية مصرية كانت تراقب الاجتماعات والاتصالات بين الجانبين، والمعروف أن «قاسمى» هو رئيس فيلق القدس، وهو المسئول عن دعم ومتابعة العناصر والمنظمات والجهات المتعاونة مع إيران فى كل مكان، وعلى الرغم من نفى الإخوان المسلمين لذلك فإن مساهمة إيران فى إنشاء وتدريب وتسليح كوادر حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية خير شاهد على ذلك، كما أن إيران ساعدت الإخوان على إنشاء جهاز مخابرات خاص بهم تمكّن من اختراق جميع أجهزة ومفاصل الدولة، وتوفر إيران للإخوان كل الدعم المادى والعسكرى والاستخباراتى لكى تدعم موقفهم داخلياً، كما أنها حرصت على إعطاء الإخوان مجموعة من الملفات المهمة لكى تلعب من خلالها دور الوساطة الذى سيُزيد من قوتها أمام الولاياتالمتحدة كشريك استراتيجى قوى قادر على حماية المصالح الأمريكية فى المنطقة والحفاظ على أمن إسرائيل، وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تراهن على الإخوان المسلمين وتدعمهم داخلياً وإقليمياً ودولياً، وهذه الملفات هى كالآتى: - (أولاً): ملف أمن إسرائيل: وذلك من خلال إنجاح الوساطة المصرية بين حماس وباقى المنظمات الفلسطينية المسلحة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وضمان هذه الهدنة لفترة طويلة، وهو ما تحقق بفضل الدعم الإيرانى بدرجة كبيرة، والذى تمكّنت معه الإخوان من الظهور بمظهر الشريك القوى للولايات المتحدةالأمريكية، والقادر على حفظ أمن إسرائيل، وهو ما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى توجيه الشكر إلى الإخوان لما قاموا به من دور فى إقرار الهدنة. - (ثانياً): الحوار الأمريكى - الإيرانى المباشر: والذى ترغب إيران فى أن تلعب مصر من خلال الإخوان المسلمين دور الوسيط فى هذا الحوار، الذى ستحرص إيران من خلاله على إنجاح مساعى الإخوان فى خلق تفاهمات أمريكية - إيرانية تجاه العديد من القضايا التى تهم الولاياتالمتحدة فى المنطقة، وهو ما يفسر الرضا الأمريكى عن التقارب المصرى - الإيرانى ودعمه بكل الأشكال، ولعل خير دليل على ذلك هو الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الثانى إلى مصر عشية زيارة وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى إلى مصر، والتى أعلن خلالها الوزير القطرى عن دعم قطر لمصر بمبلغ إضافى قيمته ملياران ونصف المليار دولار فى صورة مليارى دولار وديعة قطرية لدى البنك المركزى المصرى، وخمسمائة مليون دولار منحة لا تُرد، وهو الأمر الذى لا تخفى دلالته السياسية مع تزامن زيارة الوزير الإيرانى إلى مصر، وهو ما يشى بالرضا الأمريكى وإعطاء الضوء الأخضر لهذه الاتصالات والتقارب المصرى - الإيرانى الذى أسهم فى الهدنة كأولى النتائج. - (ثالثاً): الأزمة السورية: يعلم الجميع أهمية الدور الذى تلعبه إيران فى الأزمة السورية، وذلك من خلال دعمها العسكرى والمادى القوى للنظام السورى فى مواجهة المعارضة المسلحة، والذى أسهم فى إطالة أمد الأزمة وتعقّدها، وصولاً إلى استحالة الحسم العسكرى، وبما تنذر به من امتدادها إلى دول الجوار فى خلق كارثة على كل المستويات، لذا كان لزاماً الوصول إلى تفاهمات أمريكية - إيرانية لإيجاد تسوية للأزمة السورية تحفظ مصالح كل الأطراف، وقد حرصت إيران على أن تعطى لمصر (الإخوان المسلمين) دوراً فاعلاً كوسيط بينها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما حدث بالفعل، وإن كانت الأمور تجرى بسرية تامة بعيداً عن وسائل الإعلام لإنضاج الحل. - (رابعاً): الملف النووى الإيرانى: يمثل هذا الملف تحدّياً أمنياً كبيراً للولايات المتحدةالأمريكية ولإسرائيل، وقد أعربت الولاياتالمتحدة مراراً عن أنها لن تسمح بإنتاج قنبلة نووية إيرانية، وبما أن الإدارة الأمريكية عمدت إلى اعتماد المفاوضات كسبيل أساسى للوصول إلى حلول فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى فقد أعطت الضوء الأخضر لمصر لكى تلعب دور الوسيط فى هذا الملف للوصول إلى تفاهمات مع إيران تسهم فى حل أزمة الملف النووى، وكذلك أمن الخليج العربى، الذى يمثل منطقة استراتيجية مهمة للولايات المتحدةالأمريكية باعتباره أكبر مخزون نفطى فى العالم تكمن فيه مصالح الولاياتالمتحدة كما أن إيران تلعب أدواراً فى إثارة القلاقل والاضطرابات السياسية فى العديد من بلدان الخليج، سواء من خلال الشيعة فى البحرين أو الحراك الجنوبى والحوثيين فى اليمن والاضطرابات الأقلية الشيعية فى السعودية، مما يخلق الأزمات لهذه الدول، لذا حرصت إيران على أن تلعب مصر دور الوسيط فى هذه الملفات، وكذلك إنجاح مساعيها لإكساب الإخوان المسلمين قوة كبرى أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية كشريك استراتيجى. - (خامساً): طلب الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل من مصر (الإخوان المسلمين) التوسُّط لدى إيران لضمان وقف تهريب الأسلحة إلى المنظمات الفلسطينية، التى تصفها الولاياتالمتحدة ب«الإرهابية»، والتى تهدّد بها أمن إسرائيل، وضمان عدم وقوع أسلحة كيميائية أو بيولوجية من الموجودة لدى النظام السورى فى أيدى المنظمات الفلسطينية أو حزب الله. كل هذه الملفات المهمة حرصت إيران على أن تلعب من خلالها مصر (الإخوان المسلمين) دور الوسيط لإيجاد حلول لها، وهو ما يمثل دعماً قوياً إيرانياً للإخوان يُكسبها دعماً أمريكياً كشريك يمكنها الاعتماد عليه.. هذا عما تقدمه إيران للإخوان، فماذا عن المقابل الذى تطلبه إيران؟ لا تُخفى إيران أطماعها فى التوغُّل والتمدُّد فى مصر واكتساب نفوذ فى أكبر دولة عربية يضاف إلى النفوذ الإيرانى فى المنطقة، وإيران حريصة على اعتماد القوة الناعمة كسياسة ناجحة فى أحداث هذا التوغُّل والتأثير، وذلك من خلال تقديم دعم مادى لمصر فى صورة قرض كبير دون فوائد وبشروط ميسّرة لعلمها بحاجة مصر الماسة إلى الدعم المالى، كما أنها رتبت مع الجانب العراقى لزيارة يقوم بها رئيس الوزراء المصرى إلى بغداد يجرى خلالها التوقيع على اتفاقيات تجارية تسهم فى انتعاش الاقتصاد المصرى من خلال فتح السوق العراقية أمام المنتجات المصرية ومنح عقود إعمار لشركات المقاولات المصرية، ورفع الحظر المفروض على تصدير منتجات الألبان المصرية، وكذلك مد أنابيب للبترول والغاز من العراق إلى مصر عبر الأردن، ومد مصر بما تحتاج إليه من بترول وغاز بأسعار منخفضة جداً وشروط سداد ميسّرة، وعلى فترات طويلة دعماً منها للاقتصاد المصرى، وإيقافاً لنزيف الاحتياطى المصرى فى تلبية فواتير استيراد السلع البترولية التى تحتاج إليها السوق المصرية، وهو ما تعلم إيران أهميته القصوى لمصر، لذا حرصت إيران على أن يكون نفوذها من خلال هذه الحزم من الحوافز الاقتصادية لمصر فى أوقات لا تملك فيها مصر ترف الرفض، وزيارة وزير السياحة المصرى هشام زعزوع، إلى طهران بغرض الاتفاق على فتح السوق السياحية المصرية أمام أفواج السياح الإيرانيين، وهو ما تطلبه إيران، بل وتصر عليه، وإن كان يتخذ طابع إنقاذ القطاع السياحى المصرى من خلال الدفع بمئات الألوف من السياح الإيرانيين إلى مصر، كما أقدمت إيران على إلغاء تأشيرة الدخول للمصريين من طرف واحد، والطلب إلى مصر الإقدام على نفس الخطوة تعزيزاً للعلاقات بين البلدين. والخطير فى هذا الأمر أن ما أقدمت عليه إيران من تقديم الحوافز الاقتصادية لمصر ودعمها هو أحد ثوابت الدبلوماسية الإيرانية المتّبعة فى اختراقها للدول المراد التوغل فيها وتدعيم نفوذها، وهو ما حدث بصورة متطابقة من قبل مع الأردن، حينما استغلت إيران حاجة الأردن الماسة إلى البترول وإحجام الخليج العربى عن مساعدتها، نظراً إلى رفض الأردن عبور السلاح والمقاتلين والمعارضة إلى سوريا، لما فى ذلك من تهديد لأمنها، قامت إيران على الفور بالإيعاز إلى رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، بزيارة الأردن والإعلان عن مد خط بترول عراقى إلى الأردن وإمدادها بما تحتاج إليه من نفط وغاز بأسعار مخفضة وبشروط سداد ميسّرة، وفتح الأسواق العراقية أمام المنتجات الأردنية، وذلك فى مقابل إلغاء التأشيرات بين البلدين والسماح بالسياحة الإيرانية بالأردن، وهو ما تحفّظ عليه الأردن. ** مما سبق نخلص إلى أن السيناريو الإيرانى للتوغُّل فى مصر يعتمد على ما سبق وأسلفناه، إضافة إلى دعمهم القوى للإخوان المسلمين داخلياً وخارجياً، وهو ما تحقق بالفعل، لذا كان لزاماً على الإخوان المسلمين دفع المقابل. وعلى الرغم من الضوء الأخضر الذى أعطته الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا التقارُب المصرى، فإننى أشك جازماً بأن الولاياتالمتحدة تحيط بكل جوانب العلاقة بين الإخوان وإيران، وهو ما ذهب إليه الدكتور مصطفى الفقى فى تحليله لهذه العلاقة، وأيده السفير نبيل فهمى سفير مصر الأسبق فى واشنطن حينما قال: لدىّ سؤال لا أجد إجابة عنه: هل العلاقات المصرية - الإيرانية تمضى فى إطار الدولة المصرية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ أم أنها فى إطار الامة الإسلامية.