استقبلت القوى السياسية بالشرقية خطاب الرئيس محمد مرسى الأخير، بالغضب الممزوج بالسخرية، مؤكدين أن خطاب الرئيس أثبت فشله وفقدان شرعيته، لسعيه للعمل لصالح جماعته وليس الوطن حتى لو أريقت الدماء. قال محمد شاكر عضو اتحاد القوى الثورية ببلبيس، إن مواكبة الخطاب لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى هو تحريض واضح على استخدام العنف تجاه السياسين والإعلامين، بخاصة بعد أن حمل مسؤولية العنف كاملة للسياسين والإعلاميين دون أن يقدم دليلا واضحا وملومسا، إنما اكتفى فقط بترديد عبارات لا تنم سوى عن العداء للمعارضة ومحاولة إقصائها، فى الوقت الذى لم يدِن فيه محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى من قبل حلفائه ومؤيديه، ما يضفى نوعا من المباركة الرئاسية لهذا الحصار ويمثل نوعا من الإرهاب والتهديد للإعلاميين والصحفيين، وأكد أن ذلك يدل على سقوط شرعيته. وأضاف أن لغة الخطاب جاءت دون المستوى الرئاسى، وتضمن عبارات لا تليق برئيس مصر، مستنكرا قول الرئيس "اللي هايحط صوبعه داخل مصر هقطعه"، "أنا شايف صباعين تلاتة بيتمدوا جوه من توافه لا قيمة لهم في هذا العالم". وقال محمد غريب الأمين العام لحزب مصر الحرية بالشرقية، إن الخطاب الأخير يعد من أسوأ خطابات مرسى من حيث الشكل والمضمون، لافتا إلى أن الخطاب تصعيدى ويحمل تهديدات مباشرة باستخدام إجراءات استثنائية مشيرا إلى أنه يتوقع فى ضوء ذلك اعتقال العديد من الرموز السياسية فى الفترة القادمة . وتعجب غريب من استخدام الرئيس لغة التهديد والدعوة للحوار فى نفس الوقت، كما استنكر عدم إدانه الرئيس لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وكأنها ليس منشأة عامة يتحمل مسؤولية تأمينها، وأضاف أن هجومه على الإعلام لا مبرر له سوى إنه يريد جميع الإعلامين والصحفيين أن يسبحوا بحمده، على الرغم من أن دور وسائل الإعلام فى كافة الدول الديمقراطية هو انتقاد النظام الحاكم من أجل الصالح العام. وتساءل أحمد جمال المتحدث الإعلامى باسم حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" بالشرقية، "لماذا لانسمع هذه التهديدات من الرئيس إلا عندما يتم الاعتداء على أعضاء جماعته؟ ولماذا لم يخرج علينا الرئيس عندما تم الاعتداء على المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية، وكذلك الاعتداء على المتظاهرين والصحفين أمام مكتب الإرشاد؟"، وطالب الرئيس بمحاسبة أفراد جماعته الذين اعتدوا على المتظاهرين أولا قبل إطلاق الصيحات بمحاسبة السياسين والإعلاميين. ووصف خالد دياب الناشط السياسى، الرئيس مرسي ب"الفاشل"، قائلا "لا يتحدث عن الفشل إلا الفاشلون، بخاصة أنه أخلف كافة وعوده أكثر من مرة ولم يعمل على الإتيان بحق الشهداء بالقصاص، وإنما كل ما يفعله هو تشويه معارضيه فقط"، وأكد دياب أن الرئيس لا يعي أن الشباب الذى هتف ضد مبارك وأسقطه هم أنفسهم من يطالبون بإسقاطه وجماعته، لعملهم مدى كذبهم، موضحا أن هؤلاء الشباب لا تحركهم أية نخب، وأضاف لابد أن يعلم الرئيس أن الثورة فكرة والأفكار مضادة للرصاص ولا يمكن إرهاب أية ثائر بالسجن أو التعذيب.