قال كميل صديق، سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية، إن البابا الراحل شنودة الثالث، استطاع الجمع بين ثنائية الوطن والدين، وامتلك صوت الحكمة والعقل، بشكل وسطي دون أن يفرط في الحقوق أو يتعنت فيها، فأثبت للجميع أن الإيمان والعقيدة خط أحمر لا يسمح بتجاوزها. وأضاف صديق، خلال احتفالية الذكرى الأولى لنياحة الأنبا شنودة الثالث "بابا الإسكندرية السابق"، والتي نظمتها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، مساء أمس، إن التاريخ سوف يذكر شنودة بكل خير، حيث يعد هو أول من وضع دستور إنساني. وفي الوقت الذي تغيب فيه الأنبا تواضروس الثاني، واكتفى بكلمة مٌسجلة، أذاعتها شاشات الكنيسة، حضر الاحتفالية أعضاء المجلس الملي القبطي، والقمص رويس مرقص وكيل البطريركية بالإسكندرية، وتم عرض فيلم تسجيلي عن حياة البابا الراحل، وقام كورال قلب داود بترانيم لعدد من اشعار البابا المٌتنيح. وقال فؤاد جرجس عضو المجلس الملي، إن البابا شنودة جمع بين الوطنية الغيورة والفخر بمصريته، مرددًا مقولة الفقيد الشهيرة "مصر ليس وطنًا نعيش فيه بل هي وطن يعيش فينا"، مشيرًا إلى مواقفه في حل المشاكل بالحوار الوطني وليس بالاستقواء بالخارج لأن الاستقواء يؤدي للفرقة، وسماحه بالمشاركة السياسية للأقباط، حتى يدلل على تواصلهم، على حد قوله. وقال القمص رويس مرقص، وكيل البطريركية بالإسكندرية، إن شنودة له مدرسة خاصة به علم بها الناس، وتميز بالذكاء الحاد جدًا، ذكاء رباني، سمح له باستيعاب الموضوعات وتحليلها. وقال الأنبا تواضروس الثاني في الكلمة المسجلة: "هذا العملاق الروحي، هو علامة فارقة في الوطن، وفي تاريخ الكنيسة، ومن يقرأ تاريخ باباوات الكنيسة يدرك ذلك، فالرجل قضى 40 عامًا في الكنيسة وقبلها كان أسقف التعليم، وتفوق وتميز في عمله، أعمال البابا لها صفات، مميزة في شخصيته، صفات مقدرة، محب لله وللوطن وللناس، ذكر الحب في حب الوطن، وحب المصريين جميعًا، وفي إشعاره وحواراته الصحفية والإعلامية، ومحبته لله والوطن هي محبته للكنيسة، نحن نتذكر أن الله أعطانا هذا الانسان الفاضل، لابد أن نتمثل أخلاقه في حياتنا دائمًا".