البابا تواضروس يشارك بكلمة مُسجلة يصف فيها البابا شنودة الثالث ب "العملاق الروحى". "وكيل البطريركية" : الكلمات لا تكفي للحديث عنه فهو بحاجة لصفحات كثيرة لأن شخصه كان مدرسة.
فى الذكرى الأولى لرحيل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية المتنيح، أقامت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، أول من أمس السبت، احتفالية لنياحة البابا شنودة، بحضور المئات من الشعب القبطى وقيادات الكنيسة يتقدمهم القمص رويس مرقص وكيل البطريركية بالإسكندرية، وعدد من الكهنة والآباء وأعضاء المجلس الملي القبطي.
وقام الاقباط باشعال الشموع داخل وخارج الكنيسة للمشاركة فى احياء الذكرى السنوية للبابا شنودة الثالث وتم خلال الاحتفالية استعراض الانجازات التى قام بها البابا شنودة الثالث خلال الفترة التى اعتلى فيها الكرسى البابوى والتذكير بمواقفه الوطنية فى مصر وبث اجزاء ومقتطفات من عظاته وكلمته داخل الكنيسة المرقسية فضلاً عن بث أحزاء من جنازته" .
وتغيب البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن الحضور، بينما أذيعت له كلمة مٌسجلة عبر شاشات الكنيسة، اكد فيها على بقاء البابا شنودة بين الجميع بصفاته وبما تعلمناه على يده وما تركه بيننا.
وأشار إلى مواقف البابا شنودة المتنيح فى تعامله مع كافة القضايا الدينية والوطنية والسياسية والحياتية مؤكداً أن الكنيسة تسير على نفس النهج ولن تنساه أبدا.
ووصف البابا تواضروس الثاني البابا شنودة ب " العملاق الروحي" وأنه علامة فارقة في الوطن، وفي تاريخ الكنيسة، ومن يقرأ تاريخ باباوات الكنيسة يدرك ذلك، موضحاً أن الرجل قضى 40 عام في الكنيسة وقبلها كان اسقف التعليم، وتفوق وتميز في عمله.
وقال : أن اعمال البابا لها صفات، مميزة في شخصيته، صفات مقدرة، محب لله وللوطن وللناس، ذكر الحب في حب الوطن وحب المصريين جميعًا، وفي اشعاره وحواراته الصحفية والإعلامية، ومحبته لله والوطن هي محبته للكنيسة، نحن نتذكر ان الله اعطانا هذا الانسان الفاضل، لابد أن نتمثل أخلاقه في حياتنا دائمًا.
وقال القمص رويس مرقص وكيل البطريركية بالإسكندرية، أن الكلمات لا تكفي للحديث عن الرجل المحبوب، واللسان يعجز عن وصفه فهو بحاجة لصفحات كثيرة ولا تكفيه مجلدات او اشعار، فهو ليس بحر بل بحار ومحيطات، وله مدرسة خاصة به علم بها الناس.
وأضاف "وكيل البطريركية" ان شخص البابا شنودة كان مدرسة من المدارس هو العظيم، اما هدوئه فهو هادئ يختار كل قرار بحكمه، يختار القرار بحكمة، تميز بالذكاء الحاد جدًا، ذكاء رباني، يستوعب الموضوع ويحلله.
وقال فؤاد جرجس - عضو المجلس الملي - ان البابا شنودة يعيش في قلوبنا جميعًا جمع بين الوطنية والغيورة والفخر بمصريته، فهو صاحب مقولة" مصر ليس وطن نعيش فيه وانما وطن يعيش فينا"، وقداسته له مواقف وطنية كثيرة، وله مواقف في حل المشاكل بالحوار الوطني وليس بالاستقواء بالخارج لأن الاستقواء يؤدي للفرقة، وسمح بالمشاركة السياسية للأقباط، حتى يدلل على تواصلهم.
وقال الدكتور كميل صديق - سكرتير المجلس الملي - ان البابا شنودة الثالث اكد على ثوابت الإيمان والعقيدة بأنها خط أحمر غير مسموح بتجاوزها بعد أن جمع بين ثنائية الوطن والدين،ووصفه بصوت الحكمة والعقل، دون تفريط يهدر الحقوق.
وأشار "صديق" إلى أن هناك مواقف كثيرة سوف يظل التاريخ يقف عندها ويذكرها لقداسته ومنها موقفه من السلطة ومن بيديه مقاليد الأمور، كما يعد اول من وضع دستور انساني.
وقال عيسى جرجس - عضو المجلس الملي - أن الحديث عن شنودة الثالث هو حديث طويل فالرجل حظي بنبوغ كبير، وكان شخصية موسوعية، تجسد في شخصه الديمقراطية الكنسية.
وأشاد بدوره فى إعلاء مصلحة الكنيسة بكل اقتدار، وأنه أزال الصراع في المجلس الملي وقت حدوثه منذ سنين، فضلاً عن أن شاءت الأقدار أن تضعه أمام قيادية سياسية عاتية لعبت بالدين، في اشارة منه للسادات، ثم واجه عهد اضطهاد لكن كان رده بحكمه.
وشهدت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي عن حياة البابا الراحل، وسط حضور العديد من شعب الكنيسة، التي اضاءت في ذكراه الأولى، فيما قام كورال قلب داود بترانيم لعدد من اشعار البابا المٌتنيح.