قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، إن ما يحدث في المنطقة العربية لا يمكن أن يخضع لنظرية المؤامرة، وإنما هو مجرد تطور سياسي يأتي في سياق التطور الطبيعي للشعوب، موضحا أن نظرة واحدة على التاريخ تؤكد ذلك، مشيرا إلى أنه "لا أحد يستطيع دفع تجمعات بشرية كبيرة لأن تستشهد في سبيل قضية كبيرة". وأضاف "جعجع" خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج "هنا العاصمة" على فضائية "CBC" أن "الثورة الفرنسية استمرت 100 عام حتى استقرت فما بالك بمنطقة مثل منطقتنا العربية". وأكد أنه لا مجال لحل سياسي في سوريا ما دام بشار الأسد في الحكم، لافتا إلى أنه حتى وقتنا هذا سقط 350 ألف قتيل رسميا، والعدد لا يقل عن نصف مليون قتيل، متوقعا سقوط نظام بشار الأسد عاجلا أم آجلا، متابعا: "هناك حتميات تاريخية لهذا النظام ولن يستمر فهو يعيش على الأكسجين الإيراني والأمصال الروسية". ولفت إلى أن الحل من وجهة نظره سبق طرحه قبل 5 سنوات، وأنه لن ينفذ إلا من خلال تشكيل قوة عربية مشتركة تتولى الوضع الأمني في سوريا في طليعتها الجيش المصري، بما يفرض الاستقرار هناك. وأوضح أن السبب الحقيقي وراء تفاقم أزمات المنطقة هو الخلل في ميزان القوى الإقليمية، نتيجة بقاء مصر على الحياد، وبالتالي فإن ميزان القوى لن يستقيم، وفقا لوجهة نظره. وشدد على أنه يجب أن تتفق مصر مع الخليج على استراتيجية موحدة لحل الأزمة في سوريا واليمن والعراق، مضيفا: "وقتها فقط سيتغير الوضع عن بكرة أبيه". وعلى صعيد الوضع اللبناني، قال "جعجع" إن دعمه للجنرال ميشيل عون رئيسا للبنان لا يعني إطلاقا وجود توافق بينه وبين حزب الله، مؤكدا أن "عون" شخص برجماتي لأبعد الحدود وتحالف مع حزب الله لكنه لا يؤمن بمعتقداته. وأشار إلى أن المظاهرات التي ستخرج ضد ترشح "عون" ما هي إلا محاولة مفتعلة لمحاولة تأخير وصول "عون" للرئاسة من قبل حزب الله وأطراف قريبين منه.
