شدّد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على أن الزى الأزهرى ليس بوابة لدخول مجال الإفتاء، فليس كل من ارتدى عمامة الأزهر مؤهل للإفتاء، مضيفاً: لذلك فإننا نرحب بقانون يُجرّم الفتاوى، لأن الفتوى تتغيّر بتغيُّر الواقع، ولا اجتهاد فى الثوابت فهى قطعية ثابتة، كالصلوات الخمس. وقال «علام» فى حواره مع «الوطن»، ن الجماعات الإرهابية - بلا شك هم مخطئون، في تفسير التراث والدين الإسلامى لا يمكن بأى حال من الأحوال، أن يؤدى إلى هذه النتيجة الفاجعة، فلإسلام دين رحمة واستقرار.وأضاف نحن استجبنا إلى دعوة السيد الرئيس، واستحدثت الدار منذ عام 2014 تكنولوجيا تعمل طوال 24 ساعة، للرد على الفتاوى الضالة والمضللة، وأنشأت موقع بصيرة، الذى يبث ب3 لغات ليعالج كل القضايا الخاصة بالمفاهيم الخاطئة، كما أنشأت صفحة بعنوان «إرهابيون» ترصد حركة المسلمين بالخارج لتحسين سمعة الإسلام ومواجهة الدعوات الباطلة التى تسىء إلى الإسلام والمسلمين، وهنا يجب أن أؤكد أن تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية المؤسسة الدينية وحدها، لكنه مسئولية مشتركة لجميع مؤسسات الدولة المعنية ببناء الإنسان فكرياً ومعنوياً وثقافياً. وتابع المفتي التراث الإسلامى يحتاج إلى عقل رشيد، يتعامل مع هذا التراث، فهو فخر للأمة الإسلامية والمسلمين، لأنه نتاج عقول مختلفة رشيدة ومدركة، لأن كثيراً من الأحكام والمسائل التى وُجدت فى التراث تختلف فى عهدها عن الوضع الحالى، وتحتاج إلى إنسان مدرك للواقع الذى يعيش فيه ويستخرج المنهج من التراث كى يُطبّق هذا المنهج لتعامله مع القضايا المعاصرة. وأكد علام، أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف تقع عليهم مسئولية كبيرة تجاه هذه الظواهر، نظراً إلى مكانتها العلمية والدعوية، ولما لها من رصيد عند جميع المسلمين فى الشرق والغرب، والقائمون على تلك المؤسسات يؤدون دوراً إيجابياً كبيراً حالياً، خصوصاً فى التصدى لمثل هذه القضايا من خلال الرد عليها رداً علمياً صحيحاً، وذلك بمنهجية علمية منضبطة تراعى الواقع والمصالح والمآلات والمقاصد الشرعية، بعيداً عن الإثارة الإعلامية التى لا طائل من ورائها غير مزيد من الالتباس على الناس. ونحن بالفعل أخذنا الخطوة، فدار الإفتاء عكفت على صياغة ردود علمية موثّقة ظهرت تباعاً لكل المسائل والقضايا والشُّبهات المثارة على الساحة الآن، قياماً بواجب توضيح صحيح الدين، ودفعاً للاتهامات التى يحرص البعض على إلصاقها بالإسلام، ووأداً لأى محاولة لنشر الفتن أو الطعن فى الثوابت.وتابع المفتي، المجتمع الآن يعانى حالة من السيولة، وغابت الموضوعية عن شرائح كبيرة فى المجتمع، وهذا الجو من السيولة يُعتبر تربة خصبة لظهور مثل هؤلاء الأدعياء الذين ينالون من الدين ومن ثوابته ومن صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لكنه رغم ذلك سرعان ما تزول آثارهم، لأنهم لا يستندون إلى جذور ثابتة راسخة فى الأرض. وأرى أن الغرض من هذا إثارة الرأى العام وإحداث بلبلة كبيرة وطعن فى ثوابت الدين ونصرة للفكر المتطرّف والمتشدّد، إذاً الأمر له شقان، الأول النيل من الدين ومن ثوابته، وكذا من رموزه، والأمر الثانى النيل من أمن واستقرار الوطن، لأن الأمن الفكرى لا يقل أهمية عن الأمن الاجتماعى.التراث الإسلامى فخر للأمة لكنه يحتاج إلى عقل رشيد لاستخراج منهج لتعامله مع القضايا المعاصرة.