قال مصدر طبي في سجن مزرعة طرة، جنوبالقاهرة، الاثنين، "إن قلب الرئيس السابق مبارك، 84 عاما، توقف مرتين، واضطر الأطباء إلى استخدام جهاز التنشيط الكهربائي حتى تعود عضلة القلب للعمل". وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مبارك "يغيب أحيانا عن الوعي ويرفض تناول الطعام"، ملمحا إلى أن حالته الصحية "تدهورت بشدة". وصرح مصدر في وزارة الداخلية المصرية، في وقت سابق لوكالة فرانس برس، أن مبارك "في حالة صحية حرجة، لكن مستقرة". وقد طلبت أسرته نقله إلى المركز الطبي، الذي كان يعالج فيه قبل إيداعه السجن، إلا أن السلطات أكدت أنها لم تتخذ بعد قرارا في هذا الشأن، مشيرة إلى أن مبارك "سيعالج مثل أي سجين آخر". وقد تدهورت حالة مبارك الصحية بالفعل منذ وصوله إلى هذا السجن، حيث وضع في القسم الطبي، وأشارت مصادر أمنية إلى أنه "يعاني من اكتئاب حاد وصعوبة في التنفس وارتفاع في ضغط الدم"، وأعلنت السلطات المصرية أنها تدرس حاليا إمكانية نقل الرئيس السابق من السجن إلى إحدى مستشفيات العاصمة. وكانت سلطات السجن أعلنت الأسبوع الماضي أنها وافقت على نقل جمال إلى سجن مزرعة طرة "ليكون قريبا من والده"، بانتظار محاكمة الابن في قضية فساد أخرى. ويبدو أن مبارك طلب أيضا نقل علاء إلى جانبه. واستنادا إلى وسائل إعلام حكومية، فإن زوجته سوزان، وزوجتي ابنيه هايدي وخديجة، حصلن على تصريح بزيارته الأحد، إثر شائعات تحدثت عن وفاته. وجاء الحكم على مبارك بعد الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية وقبل الجولة الثانية التي ستجرى السبت والأحد المقبلين بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، وبين أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك. وقال رئيس هيئة الدفاع عن مبارك، المحامي فريد الديب، إنه سيحمل وزارة الداخلية والنائب العام المسؤولية إذا توفي مبارك في السجن دون أن يتلقى العلاج اللازم، وأضاف فريد، في تصريحات صحفية، أن "حالة الرئيس السابق غير مستقرة داخل مستشفى السجن، وأن أي تدهور فى صحته يتحمله القائمون على وزارة الداخلية"، مؤكدا أنه "لا يجوز إيداع رجل عسكرى برتبة فريق داخل السجون المدنية". وأشار الديب إلى أنه "سأضطر إلى اللجوء إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لنقله إلى مستشفى يتلاءم مع حالته الصحية، لتوفير رعاية طبية متكاملة له". وأضاف "زرت الرئيس السابق فى محبسه بمستشفى السجن فى طرة، وكانت حالته سيئة للغاية، وتتطلب نقله لأي مستشفى عسكري، وأنه طوال الزيارة كان بين الإفاقة والغياب عن الوعي، إضافة لمعاناته من ضيق فى التنفس بشكل متكرر، بجانب إصابته بتضخم في القلب، ما يؤدى إلى وجود مياه على الرئة"، موضحا أن ذلك "يتطلب وضعه فى مستشفى مجهز لإجراء عمليات (بذل) لهذه المياه، لأنه غير قادر على التنفس". لكن مسؤولا أمنيا اعتبر أن نقل مبارك في هذا الوقت "أمر شديد الحساسية بسبب تهديد التظاهرات، والانتخابات التي ستجرى خلال أيام". وغالبا ما تاتي الأنباء عن صحة مبارك منذ تنحيه مجزأة ومتعارضة، وكان مبارك يظهر طوال فترة محاكمته على سرير طبي نقال، لكن البعض يرى أنه يتعمد ذلك لإثارة العطف.
