كلف الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، الدكتور أحمد هليل مدير الإرشاد الديني، بإعداد خطب استرشادية للأئمة طوال الشهر. وأكدت الوزارة أن الخطب مجرد مقترحات لمساعدة الأئمة وليست "إلزامية" عليهم ، وبدأت الأوقاف في إرسال نموذج للخطبة للأئمة، وبدأت بموضوع "الشباب وبناء الأمة". وتضمن الموضوع عدة عناصر، التأكيد على أن الشباب في القلب وليس السن، ومدى استجابة شباب قريش لدعوة التوحيد وتضحياتهم من أجلها، وصفات الشباب كما وردت في الكتاب والسنة، وكيفية قضاء وقت الفراغ لديهم، وواجب المؤسسات التعليمية والتربوية في علاجها. وقد لاقت هذه الدعوة استهجان ورفض عدد من الأئمة مؤكدين أن توحيد الخطبة لم يحدث حتى أيام "أمن الدولة" وعصر مبارك المخلوع. وأكد الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الأئمة المستقلة، أن هذا نوعا من تقييد الفكر للإمام ويتعارض مع حرية الرأى والتعبير ولم يحدث حتى في عصر مبارك، مؤكداً أن الأئمة لن يقبلوا بضغوط تمارس عليهم أو أن يكونوا بوقاً للإخوان ومخططاتهم. وحذر البسطويسي من خطورة إقرار الأوقاف لهذا الأمر، مؤكداً أنه ينذر بكارثة داخل بيوت الله، لأن رواد المساجد لن يقبلوا بالهيمنة والاستحواذ والترويج لفكر الإخوان من خلال خطب الجمعة. فيما أكد الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف سابقاً، أن جميع الخطب الدعوية والإرشاد الديني يخضع لسيطرة الإخوان، وهم يتصرفون وفق رغباتهم ويفعلون ما يريدون في الدعوة، لافتاً إلى أن الشعب لن يقبل العنصرية في الدين، والمسجد لابد أن يكون للجميع. ودعا عبد العظيم قيادات وزارة الأوقاف بأن يجعلوا المساجد لله تعالى، فالجمهور لن يقبل بضغوط ويحتاج لعلاج نفسي وروحاني في الخطب والدروس وعليهم أن يجعلوا الأزهر مرجعية. وحذر من أن التعصب لفكر معين سيزيد الأمور تعقيداً وسيدمر كل العلاقات ويسيء للدين ويجعل المساجد عرضة للشقاق والنزاع.