«اللى داخلها مفقود واللى خارج منها مولود»، بهذه الكلمات عبّر أهالى مدينة عزبة البرج، صاحبة أكبر أسطول بحرى فى الشرق الأوسط، على حال المستشفى المركزى، بعد أن فشلت كل محاولاتهم وشكاواهم للمسئولين فى إصلاح المستشفى، ما دفع أهالى عزبة البرج لإمهال الدكتور حمدى حواس، وكيل وزارة الصحة بدمياط، مدة أسبوعين لتنفيذ مطالبهم. وعلى الرغم من تجهيز المستشفى بغرفة عناية مركزة وحضانات على أعلى مستوى، فإنه يعانى من نقص شديد فى الإمكانيات المادية فلا توجد أدوية، ومعظم أجهزة الأشعة والتحاليل معطلة، إضافة إلى نقص الأطباء فى تخصصات مختلفة، كالجراحة، والتخدير، والعظام، والنساء والتوليد، ما أدى إلى عجز المستشفى عن تقديم أدنى خدمة طبية للمرضى. قال أحمد خضير، مواطن من أبناء المدينة، إن الإهمال يبدأ من مدخل المستشفى الذى يُعتبر مرتعاً للقطط والكلاب، إضافة إلى وجود بعض الخيول المقيدة بسور المستشفى، ويضيف: «الإهمال الطبى هو عنوان المستشفى المركزى، فنحن نشترى الأدوية من الخارج، فلا توجد أدوية بالمستشفى، ولا نجد ممرضات أو أطباء لعلاج المرضى، إضافة إلى رفض الإسعاف نقل المرضى للمستشفى». وقال أحمد عبده سليمان، أحد مواطنى المدينة، إن مواسير الصرف الصحى الخاصة بالمستشفى تحطمت، وسربت المياه الملوثة التى اختلطت بمياه الشرب منذ سنوات عدة مع رفض مجلس المدينة التدخل، ما أدى لارتفاع نسبة الفشل الكلوى. وطالب حسن خلف، مسئول العمل الجماهيرى بالتيار الشعبى بعزبة البرج، بإقالة إدارة المستشفى، واتهمها بالفشل فى إدارة المستشفى على مدار سنوات، وتساءل: بأى قانون تتعامل وزارة الصحة معنا، وكيف تُدفع أموال للطوارئ؟ وقال محمد الخضرى، مدرس: «غرفة العمليات أشبه بسوق بمعنى الكلمة، فلا يوجد بها أدنى خصوصية للمريض، فقد تجد إحدى السيدات تلد بغرفة العمليات وجيرانها من المرضى الآخريين داخلين خارجين على الغرفة دون أن يلتفت أحد من المسئولين بالمستشفى لتلك الأزمة». وقالت والدة الطفل مالك السيد فرحات: «نجلى يعانى من نزلة معوية حادة ولم يستطيع الأطباء إسعافه، واحتُجز لمدة 4 ساعات بالمستشفى لحين وصول سيارة الإسعاف التى نقلته للمستشفى التخصصى فى الأعصر لإسعافه»، وتساءلت: هل نحن فى مستشفى أم سوبر ماركت؟ وأمهل أهالى عزبة البرج الدكتور حمدى حواس، وكيل وزارة الصحة بدمياط، مدة أسبوعين لتنفيذ مطالبهم، وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم للمطالبة بإقالته من منصبه. وعُقد الخميس الماضى، اجتماع للقوى السياسية بدمياط، اتفقوا خلاله على عدة مطالب تقدموا بها للمسئولين فى محافظة دمياط، تتمثل فى زيادة عدد سيارات الإسعاف، وزيادة عدد الأطباء المقيمين، والتمريض، وفتح العناية المركزة.