جربت مرة تغمض عينيك لدقايق. طيب حاولت تحس وتتحرك قبل كدا والدنيا كلها ضلمة وأنت مش شايف أى حاجة. جرب تاكل أو تلبس. جرب تحس إنك مش هتشوف الناس اللى بتحبهم لدقايق بس. وبعدها فتح تانى. يوجد ملايين، مش بس مغمضين لدقايق، إنما محرومين من النور عمرهم كله. الناس دول اسمهم مكفوفين. كان حلمنا إن إخواتنا يلمسوا حلمهم، ويجروا معانا بكل قوتهم، اجتهدنا علشان ندور على فكرة، ونحقق جزء من أحلامنا، ونبطل نقول أحلامهم، ومن هنا كانت البداية: (إزاى ابتدينا؟) حسينا بالكفيف وباحتياجه، ولأننا مهندسين فكرنا نحلها بحل عملى هندسى مش محتاج سن قوانين أو روتين دولة. فى البداية قربنا منهم عشان نقدر نحدد المشكلة ونشوف إيه الحلول المتوفرة، وليه هى مش عملية. نزلنا مراكز المكفوفين والجمعيات الخاصة بهم، واتكلمنا معاهم ولقينا مشكلة الكفيف تتلخص فى: - مبيقدرش يستعمل التليفون يتصل بحد، أو يبعت رسائل. - مبيقدرش يقرا غير كتب معينة، مكتوبة بطريقة برايل، لكن طريقة الكتابة الطبيعية ميعرفش يقراها. - مبيقدرش يمشى فى الطريق لوحده من غير مساعدة يقف بالساعات مستنى حد يعديه الشارع. - محروم من معرفة الألوان ما يعرفش هو لابس لون إيه، وميعرفش يشوف الفلوس، وللأسف ممكن يتضحك عليه. - ميعرفش يشترى حاجات أو يدخل أى محل بضاعة، لأنه صعب عليه يتعرف على الحاجات باللمس بس. علشان كده فكرنا فى الحل الهندسى ده، فكرنا فى حل لمشكلة احتياج الكفيف من كل الجوانب، يخليه يقدر فعلا يعتمد على نفسه بشكل كامل، والأهم أنه يكون باللغة العربية، ويكون رخيص وسهل الحصول عليه. فكرنا إننا منعتمدتش على جهاز خارجى، لكن يكون الحل بتاعنا معتمد على الموبايل لأنه متوفر ورخيص وعملى وسمينا المشروع «I can see». الفكرة ببساطة إن الكفيف بيعتمد على شخص آخر فى أموره الخاصة، وبتكون وسيلة التواصل معاه هى الكلام، وفكرتنا هى أن نُبدل محل الشخص الآخر دا، موبايل، وبكده يكون فعلا قدر يعتمد على نفسه بمجرد أنه يلامس أزرار موبايله اللى هو أصبح متوافر مع أى حد. إزاى؟ عن طريق مجموعة من التطبيقات على الموبايل بتسد الاحتياجات كلها اللى قلنا عليها على أن تكون كلها عن طريق أوامر الصوت وبالعربى باللغة العادية. وهذه التطبيقات هى: - عرّفنى: ومن خلاله نستطيع إعطاء الموبايل أوامر صوتية، يمكن من خلالها الدخول على النت والبحث وقراءة الكتب، ويحولها لصوت عربى ممكن يسمعه وهو ماشى، مش بس كده، ده ممكن كمان وبسهولة التعرف على الألوان والنقود عن طريق كاميرا الموبايل. - وصّلنى: ومن خلاله يمكن للكفيف أن يقول للموبايل وصّلنى للمكان الفلانى، ويقوم الموبايل عن طريق (gps) بوصف المكان الذى يريد الوصول إليه، لكن المشكلة إزاى يقدر يعدى الطريق؟ عشان كده حطينا سينسور صغير فى العصاية البيضاء اللى بيحملها كل كفيف ولو فيه إعاقة من بعيد أو عربية معدية، هيطلق الموبايل إشارة تحذير ويعرفه العربية دى جاية منين. وعن طريق سينسور تانى، فى نفس العصاية هيعرف يقرا الكود بتاع كل البضاعة اللى بيشتريها من أى مكان، وعن طريق الموبايل يقول له اسمها إيه. - مش لوحدك: ومن خلاله هيقدر يدخل على النت ويستعمل الموبايل وبنفكر نعمل موقع تواصل اجتماعى اسمه «مش لوحدك» يساعد المكفوفين على أن يتواصلوا مع بعض يساعدوا بعض بالطريقة اللى بيشوفوا إنها تقرب من المجتمع بتاعهم، وممكن تتربط بالوظايف اللى بتناسبهم، وممكن تتربط بالشركات اللى فيها شغل مناسب لهم أو بالجمعيات اللى بتساعدهم ويكون وسيلة سهلة للتواصل فيما بينهم. بكده نكون ساعدنا الكفيف إنه يكسر إحساس العجز، وساعدناه يعتمد على نفسه ويعيش زى اللى بيشوف عشان كده اسم المشروع «I can see». وميزة المشروع أنه أول مشروع يحل مشكلة الكفيف بشكل متكامل وأنه أول مشروع للكفيف قائم على اللغة العربية بشكل كامل، والأهم أنه أول مشروع مصرى 100% وده يكون أول منتج مصرى للتعامل مع المكفوفين بجودة وكفاءة عالية جدا، ويعتمد على الموبايل وأوامر الصوت، سهل التعامل وكمان رخيص الثمن. المشروع ابتدى كفكرة مشروع تخرج من شهر 6/ 2012، وانتهى جزء كبير من مرحلة التطوير، لكنه توقف بسبب نقص الإمكانيات. وزارة الاتصالات احتضنت المشروع ضمن فعاليات مبادرة تمكين حتى انتهاء مرحلة التطوير، لكننا الآن محتاجين مستثمرين وشركات تساعدنا علشان نكمل المشوار اللى ابتديناه فى مصر ولكل مكفوفين مصر. محتاجين مساعدتكم وآرائكم وتشجيعكم. الفريق: دكتور محمد شرف دكتور قسم اتصالات وإلكترونيات هندسة الزقازيق بيشوى جمال لبيب مسئول جزء الإلكترونيات منار عبدالخالق برمجة الموبايل هانى جرجس تسويق المشروع