لم يتقدم ممدوح الولى، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة «الأهرام» بأوراقه هذه المرة لمنصب نقيب الصحفيين فى انتخابات التجديد النصفى للنقابة، غير أنه تعرض للضرب والحصار خلال الانتخابات، بالإضافة إلى محاولة منعه من دخول مقر النقابة التى لا يزال يرأسها حتى الآن. مسيرة «الولى» خلال فترة رئاسته لنقابة صاحبة الجلالة كانت حافلة بالمشاكل الداخلية والخارجية، بداية من الاشتباكات مع أعضاء مجلس النقابة، وأبرزهم علاء العطار وهشام يونس، بالإضافة إلى اتهامه الدائم بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وصمته عن تعيينات مجلس الشورى الأخيرة لرؤساء مجالس إدارات الصحف القومية، التى كان هو أحد أبرز المستفيدين منها، حينما حصل على منصبه كرئيس لمجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» ضمن التعديلات الأخيرة، وعقب ذلك قام جموع الصحفيين والعاملين بمؤسسة «الأهرام» ومؤسسات قومية أخرى بجمع توقيعات لرفع دعوى قضائية عاجلة أمام مجلس الدولة لمنع ممدوح الولى من تسلم رئاسة مجلس إدارة «الأهرام»، كما تم اختياره أحد وكلاء المجلس الأعلى للصحافة فى 19 سبتمبر 2012. على أن الأزمة الحقيقية بين جماعة الصحفيين ونقيبهم كانت قد تفاقمت مع إصرار الأخير على حضور جلسة التصويت على الدستور فى اللجنة التأسيسية المنوط بها وضع الدستور الجديد، مخالفاً بذلك قرار الجمعية العمومية للنقابة لمقاطعة أعمال اللجنة، والانسحاب منها، اعتراضاً منهم على مسودة الدستور النهائية التى تم نشرها فى عدد من الصحف فى ذلك الوقت، والتى تضمنت العديد من المواد المقيدة لحرية الصحافة والرأى. الحروب مع «الولى» لم تكن داخلية فقط، لكنها امتدت لتشمل إقصاءه من رئاسة اتحاد الصحفيين العرب، مما حرم مصر من الحفاظ على منصب رئيس اتحاد الصحفيين العرب الذى تحتفظ به منذ تأسيس الاتحاد عام 1964، باستثناء فترة المقاطعة العربية لمصر، وكانت تلك هى المرة الأولى التى يفشل فيها نقيب الصحفيين المصريين فى التمثيل داخل المكتب التنفيذى لاتحاد الصحفيين العرب. محاولات «الولى» لاستمالة جموع الصحفيين بعدما صرح أنه جلس مع الرئيس محمد مرسى وحصل على وعد منه بالاستجابة للمطالب المالية للصحفيين بشأن رفع بدل التدريب والتكنولوجيا وزيادة المعاشات للموظفين العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية لم تشفع له، وخاصة بعد موقفه الذى اعتبره الكثيرون «متخاذلاً» فى قضية شهيد الصحافة الحسينى أبوضيف. ولد ممدوح الولى فى دمياط بقرية الشعراء فى 9 سبتمبر عام 1957، وتخرج فى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1979، وعمل بجريدة «الأهرام» بقسم التحقيقات، ومنه انطلق إلى القسم الاقتصادى، هذا قبل أن يتولى موقع «أمين صندوق نقابة الصحفيين» فى دورتى 1999 و2003، و«مقرر اللجنة الاقتصادية»، ثم «النقيب»، عقب خوضه انتخابات النقابة التى جرت فى 26 أكتوبر 2011، وفاز فيها على المرشح يحيى قلاش.