سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
20 ساعة اشتباكات فى المنصورة.. الإخوان سحلوا وضربوا 5 نساء و3 صحفيين حاصروا التيار الشعبى.. والمتظاهرون يعودون لميدان الشهداء.. وموظفون يرفعون لافتة «ارحل» من فوق «المحافظة»
رصدت «الوطن» وقائع 20 ساعة من اشتباكات ديوان محافظة المنصورة، التى اندلعت منذ صباح أمس الأول واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس بين مئات المتظاهرين ومجموعة من الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس والأمن المركزى. كانت الاشتباكات قد بدأت بهجوم الإخوان وأنصار الرئيس على المتظاهرين أثناء تجمعهم أمام المحافظة للحشد للعصيان المدنى، واكتفت قوات الأمن بمشاهدة الاشتباكات لعدة ساعات، قبل أن تدخل بعد هتاف المتظاهرين ضد الأمن: «يا نهار اسود ع الأيام.. الداخلية بتحمى الإخوان». وشهدت الاشتباكات اعتداءات من قبل الإخوان وقوات الأمن على المتظاهرين والنساء والصحفيين بالضرب والسحل. وروى هانى عبدالشافى، القيادى بحزب الوفد بالدقهلية، شهادته عن اعتداء الإخوان وأنصار الرئيس على 5 سيدات خلال الاشتباكات. وأوضح، فى تصريحات ل«الوطن»، أن اعتداء الإخوان على السيدات بدأ بعدما ألقى رجل ملتحٍ سيدة كبيرة ب«طوبة» فى رأسها، فصرخت فيه قائلة: «عيب على دقنك»، وحاولت أن تمسك به وتضربه فتجمع حولها عدد كبير من زملائه واعتدوا عليها بالضرب حتى هاجمهم المتظاهرون وألقوهم بالطوب، مما اضطرهم للانسحاب وتركها، وهى تصرخ: «حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا إخوان». وأضاف «عبدالشافى» أن الإخوان حاصروا بعد ذلك سيدة تدعى «أم الدكتورة مروة» وكانت معها ابنتها واعتدوا عليهما بالضرب حتى تدخل شاب وقام بحمايتها بجسده وتمكن من إنقاذها من بين أيديهم، مشيرا إلى أن عددا من أنصار الرئيس رشقوا سيدة كانت بجوار البنك الأهلى بالحجارة فى وجهها، مما أدى إلى إصابتها بجرح، وأسرع بعض الشباب لإجراء الإسعافات الأولية لها. وتابع أن أحد أنصار الرئيس أمسك سيدة ولف ذراعه حول رقبتها، وجرها لمسافة كبيرة، قبل أن يتركها على الأرض عندما هجم المتظاهرون عليه بعد صراخها واستغاثتها. وقال سعد عبدالحميد، المحامى والناشط الحقوقى: إن السيدات اللاتى تعرضن للاعتداء رفضن تحرير محاضر شرطة بما حدث لهن رغم تدخل البعض لإقناعهن، وقلن إنهن يخفن أن يتم التنكيل بهن. ونددت فريال طوبار، رئيسة المجلس القومى للمرأة بالدقهلية، باعتداءات الإخوان على السيدات، وقالت: «أقول للمصريين جميعا: تنبهوا؛ فالخطر قادم عليكم، وعليكم أن تتعلموا مما حدث ولا تنقادوا خلف الذين ضربوا النساء». كما دشن نشطاء الدقهلية صفحات على «فيس بوك» لتحديد وجوه المعتدين على السيدات لفضحهم. كما اعتدى الإخوان بالضرب على ثلاثة صحفيين، هم: محمد طاهر، مراسل جريدة الوفد، وهانى عبدالشافى، مراسل قناة الحياة، ورامى القناوى، مراسل «الدستور»، أثناء تغطيتهم للاشتباكات. وحرر الزملاء محاضر بالواقعة بقسم ثانى المنصورة واتهموا فيه قيادات من الجماعة وبعض أعضائها بالتعدى عليهم. وقال الزميل رامى القناوى، عن واقعة الاعتداء عليه: كنت أصور الاشتباكات باستخدام التليفون المحمول، وبجوارى الزميل محمد طاهر، مراسل «الوفد»، وفوجئنا بعدد كبير يشيرون إلينا وتوجهوا إلينا فورا وسألونا عن مهنتنا، أجبتهم بأننى أعمل بجريدة الدستور وفوجئت بتكبيرهم قائلين: «الله أكبر.. اقتلوه». وأضاف أنهم استولوا على هاتفه المحمول ومسحوا الصور من عليه، مشيراً إلى أن بعض ضباط الشرطة صوروا الواقعة وتدخلوا لإنقاذه وتخليصه منهم، مشيراً إلى إصابة مراسل «الوفد» بحالة إغماء. وفى نهاية ليلة الاشتباكات، حاصرت قوات الأمن مقر التيار الشعبى بعد اختطاف عدد من المتظاهرين مجند أمن مركزى، ومطالبتهم بمبادلته بالمتظاهرين المعتقلين. وتمكن الجندى من الفرار بعد وقوع مشادات بين المتظاهرين بعد خطف الجندى لاعتراض عدد منهم على خطفه. وقال عبدالمجيد راشد، القيادى بالتيار الشعبى: إن إطلاق الغاز استمر لساعتين، رغم أن الشباب من عندنا تدخلوا وأنقذوا الجندى وأطلقوا سراحه، إلا أن الأمن تعامل معنا بغباء شديد. وأكد «راشد» أنه سيتقدم ببلاغ ضد وزير الداخلية ومدير أمن الدقهلية، احتجاجاً على إطلاق الغاز باتجاه المقر. كانت الاشتباكات قد تصاعدت بعد أن تردد مصرع طفلين فى إحدى الحضانات الخاصة، وهو ما نفاه الدكتور أسامة فريد، وكيل وزارة الصحة، مؤكدا عدم وقوع أى وفيات بسبب الاشتباكات. وقال: «إن مستشفيات وزارة الصحة بالدقهلية استقبلت 10 إصابات من الاشتباكات». وأوضح مصدر أمنى أنه خلال الأحداث أصيب ضابط شرطة بحروق، و10 مجندين، نتيجة رشقهم بالحجارة، كما حدث تلفيات فى 4 سيارات للأمن، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على 15 شابا. وعاد المتظاهرون إلى ميدان الشهداء صباح أمس، ونصبوا خياما بالميدان وأمام مدخل المحافظة. ورفع ثلاثة موظفين بمبنى محافظة الدقهلية لافتة كتبوا عليها «ارحل.. ارحل» من إحدى نوافذ «المحافظة»، وألقوا باللافتات للمعتصمين أسفل المبنى، وهو ما زاد من حماسهم، ورددوا الهتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد» و«الشعب يريد إسقاط النظام» و«الشعب يريد رحيل الإخوان». وألقت بعض الموظفات بالشيكولاتة والبسكويت على المتظاهرين، وأعلنّ تضامنهن معهم فى اعتصامهم.