أعجبنى «ضمير» الدكتور محمد البلتاجى، القيادى بحزب الحرية والعدالة، عندما خرج ليعد الحاملين للماجستير والدكتوراه، المتظاهرين أمام مقر الحزب بجوار وزارة الداخلية، بحل مشاكلهم وتعيينهم خلال يومين، وأنهم سيتواصلون مع حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء لحل هذه المشكلة، وهو الأمر الذى جعل الحاملين للماجستير والدكتوراه يفضون تظاهرون لثقتهم فى أن «البلتاجى» سيحل لهم مشكلتهم -وهذا مسجل بالصوت والصورة ويمكن مشاهدته على موقع «الوطن» على هذا الرابط: «http: //www.elwatannews.com/video/details?Id=3978»، كما نشره عدد من الصحف ومنها «الوطن» و«اليوم السابع»، و«المصرى اليوم». لكن يبدو أن حاملى الماجستير والدكتوراه رحلوا ومعهم «ضمير البلتاجى»، فأمسك القيادى الإخوانى بهاتفه واتصل بالصحفيين فى عدد من الصحف ومنهم الزميل محمد عمارة، الصحفى بجريدة «الوطن» وطلب منهم تعديلا فى الخبر وحذف كل ما يتعلق بأنه وعد حاملى الماجستير والدكتوراه بالتعيين، وهذا نص الجزء المتعلق بالخبر بين الزميل و«البلتاجى» كما جاء نصاً فى المكالمة: «البلتاجى: يا أخ محمد إيه اللى إنت منزلينه دا ع الموقع. محمد: إيه؟ البلتاجى: خبر لأحمد غنيم ومحمد أبوحجر. محمد: عن إيه؟ البلتاجى: كاتبين إن أنا وعدت بحل مشاكل اللى تظاهروا من حملة الماجستير والدكتوراه خلال ساعة، وأنا مقولتش كدا، يعنى إيه، أطلع بيان نفى للمرة العشرين، ودا اللى هيحصل، بس مينفعش كدا، أنا مش بأمر هشام قنديل، إنتوا بتعملوا ليه كدا، إحنا شركاء فى الوطن ودا مينفعش. محمد: أنا بردو عشان اتصال حضرتك هسأل وهجاوب عليك. إلى هنا انتهى الجزء المتعلق بهذا الأمر فى المكالمة، لكن ضغوط «الحرية والعدالة» لم تنته فقامت قيادات بالحزب بتهديد صحفيين بإصدار نفى أن البلتاجى وعد حاملى الماجستير والدكتوراه بالتعيين إذا لم يتم تعديل الخبر، وعند تحليل هذا الموقف نقف أمام أمرين، الأول أنه إذا قام «البلتاجى» بتعيينهم فسوف يؤكد حقيقة أن الحرية والعدالة هو من يدير الحكومة ومؤسسات الدولة فيعين هذا ويستبعد ذاك، والأمر الثانى سيجعل مقر الحزب «قِبلة» للمظاهرات بشكل يومى، لكن الذى يجعلك تستغرب هو أن «البلتاجى» نسى «ضميره» فجأة.. ونسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر». والحقيقة أن موقف «البلتاجى» من تراجعه ليس غريبا عليه أو على «جبهة ضميره»، الذين بدأوا نشاطهم بالهجوم على جريدة «الوطن»، وزعمهم أنه لا توجد «وثيقة للاغتيالات»، رغم أنها تمثل إدانة لخلية إرهابية حتى وإن كانت تنتمى للتيار الإسلامى، فخرج «ضمير البلتاجى» وصديقيه «سلطان وعزام» ليشككوا فى وجود «قائمة الاغتيالات» لكى يدافعوا عن أصدقائهم «الجهاديين» ويبعدوا عنهم تهمة الاغتيال، ولينسى «ضمير البلتاجى» تهديده ووعيده ب«ساعة الصفر» التى قالها قبله «شاطره»، ثم قوله: «إن الانقلاب على الشرعية واقتحام قصر الاتحادية يعنى تقديم الإخوان آلاف الشهداء». ف«البلتاجى» يتوعد ويهدد ويطلب من شباب التنظيم فى الميدان القسم على حماية الشرعية ويطلق تصريحات يعتبرها معارضوه تحريضا على العنف ضدهم، ثم يتساءل: «لماذا نشرت «الوطن» قائمة الاغتيالات التى يمكن أن تعطى حالة من التبرير والتهيئة للعنف والقتل فى مصر؟». نسى «البلتاجى» و«ضميره» أن جماعته رفعت لافتة تصف الإعلاميين المدرجين على قائمة الاغتيالات ب«المفسدين» لتحرض أنصارهم على قتلهم، ونسى «البلتاجى» و«ضميره» أن جهاز أمن الدولة المنحل الذى تحول لقطاع الأمن الوطنى ويتهم «الوطن» أنها أخرجت معه وثيقة الاغتيالات تلتقى قيادات إخوانية بارزة بقياداته من الحين للآخر.. هكذا نسى «البلتاجى» ضميره.