عاشوا عامين في العراء بعد أن هدمت بيوتهم إثر سقوط إحدى صخور المقطم عليها عام 2008، مات منهم من مات والباقون تحملوا ضيق ذات اليد وممطالة المسؤولين لهم.. حتى قام بعض سكان "الويقة" باستلام وحدات "سوزان مبارك" السكنية، لكن الحلم لم يكتمل عندما طالبتهم الحكومة بسداد قيمة الإيجار المتأخرة وإلا سيتم طردهم من مأواهم الوحيد والحجز عليه، على الرغم من عدم الإبلاغ بضرورة دفع مستحقاتهم الإيجارية، لذلك قام أهالى منطقة الدويقة بتدشين مؤتمر لتصعيد مطالبهم للدولة.[Image_2] بداية فاعليات المؤتمر كلمة ألقاها فادي محمد أحد أعضاء حملة "أحياء بالاسم فقط"، التي أعلنت تضامنها مع أبناء منطقة الدويقة، مؤكدا عدم انتماء الحملة لأى أحزاب أو تيار سياسي، بل هم "مجموعة من الشباب انشغلوا بقضية العدالة الاجتماعية بين سائر أبناء الشعب المصري"، حيث قام بعرض مطالبهم قائلا "إحنا كحملة بندعم مطالب الأهالى اللى الحكومة سايباهم وبتفكر تتصالح مع رموز الرأسمالين السابقين ناهبي قوت الشعب المصري"، مطالبا التفات الدولة وتمليك الوحدات السكنية الثالثة والرابعة والخامسة لذويها أسوة بالمرحلة الأولى والثانية التي قامت من قبل زوجة رئيس الجمهورية السابق سوزان مبارك بتحرير 100 عقد كل سنة لأصحابها، لافتا إلى أن قرض الصندوق الدولي لن يجدي نفعا في الخروج وحل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر.[Image_3] وأكد خالد معروف أحد سكان منطقة الدويقة في المرحلة الخامسة، في كلمته، على ارتفاع سعر فاتورة الكهرباء التي تصل قيمتها إلى 500 جنيه شهريا في حين أن المناطق السكانية "الهاى كلاس" حسب قوله، تدفع فاتورة 80 جنيها، ووافقه الرأى أيمن حجازي أحد سكان المنطقة، موجها رسالة إلى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قائلا "يا سيادة الرئيس محتاجين دعم حضرتك"، مشيرا إلى ضرورة تخفيض أسعار السلع الأساسية وتوفير جمعيات استهلاكية لدعمها "محتاجين رغيف العيش أبو شلن يرجع تانى مش الأفران اللي بتهرب الدقيق ومنلاقيش ناكل بعد كدا". كما شاركت سيدة في العقد الخامس من عمرها تدعى "أم حنان" بكلمة ضمن فاعليات المؤتمر، قائلة "يا سيادة الرئيس الدويقة عبت وشالت كتير أوى.. وأعرفها كدا أهل الدويقة لسه منزلوش ولسه مشفتوش غضبهم". كما لفت أحد سكان المنطقة إلى ضرورة تطوير المرافق العامة التي أصبحت متآكلة ومتهالكة مثل شبكة المياه المسؤولة عن توصيل مياه صالحة للشرب، ويستطرد الرجل الأربعيني خطابه برسالة موجهة للئيس مرسي "يا ريس اتقِ الله فينا.. واعرف أننا زى ما اسقطنا اللى قبلك ممكن نسقط نظامك"، محذرا إياه من "ثورة الجياع" التي ستكون مصدر دمار على البلاد، لافتا إلا أن دور جماعة الإخوان المسلمون لا يأتى إلا في فترة الانتخابات "عشان مصالحهم" حسب قوله، وبعد ذلك "وشك ولا وش الضيف"، مؤكدا أن الأحزاب التي تهتم بمصالح الشعب هى من تتحدث باسمهم في أى مكان، ولابد على السلطة أن تستوعب أن حقوق الفقراء أهم، مشيرا إلى أن الكهرباء تنقطع باستمرار ومنسوب المياه تقل نسبته يوما عن الآخر. وفي ختام المؤتمر، قال أحد أهالى المنطقة إن الدولة تطالب بمبالغ الإيجار المتأخر، وهى 2105 جنيها، على أن تكون قيمة الإيجار الشهر لعقد الاستضافة 55 جنيها، الذي تنص بنوده على أن المساكن من حق المحافظ كطرف أول في العقد والساكنين طرف ثان وأن تلك المساكن لا تورث في حالة الوفاة يأتى بعد ذلك تكون قيمة الإيجار بزيادة ثانوية قيمتها 10%، واستطرد قائلا "أنتم قاعدين عمالين تقولوا نتملك الشقق الشقق دى اللى بناها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تقوم الدولة تطلب مننا أنها تاخد تمنها وهى مدفعتش فيها أبيض ولا أسود"، مشيرا أن الحق الوحيد للدولة هى أن يدفع المالكين قيمة عداد الكهرباء فقط، واستطرد "حتى العفش اللى كانوا جبتوا الحكومة يوم ما اترمينا في الشارع كان من مصلحة السجون وحاجه ما يعلم بيها إلا ربنا، إحنا مش طالبين إلا أننا نعيش زي البني أدمين"، مؤكدا على سوء نظرة المجتمع لأهالى الدويقة الذين يعتقدون أنهم مجرد "بلطجية" فقال "المنطقة دى طلعتْ أوائل على الجمهورية وفيها دكاترة ومستشارين مش ذنبنا إن بيوتنا وقعت عشان يقلوا مننا كدا". كما قالت يمني مجدي، أحد أعضاء حملة "أحياء بالاسم فقط"، "الحملة بتاعتنا مطلبها الوحيد رفع شعار العدالة الاجتماعية للطبقات الفقيرة التي لم يكن لها الحظ في الحياة الكريمة"، وأشارت إلى أن بعض الأحزاب، أبرزها حزب النور، قام بمهاجمتهم من قبل مطلقا الشائعات حولها بأنهم جماعة "ممولة"، مؤكدة أن الحملة لا تنتمى لأي حزب ويبلغ عدد المتطوعين بها إلى 40 فردا من مختلف الأعمار "دا حتى الأسبوع اللى فات انضم لنا سواق متطوع"، كما قال معتز محمود، أحد مقاولى المنطقة، "بلاش مطالب فردية لازم نشكل لجنة تتكلم باسم أهالى المنطقة.. تمسكوا بتشكيلها عشان حقكم مايضعش". كما قام أهالى منطقة الدويقة في نهاية اليوم بتوزيع بيان يضم عددا من المعوقات، مطالبين حكومة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بالالتفات لها والاستجابة لمطالبهم التي كانت كالتالى: توفير خدمات طبية ومرافق وصيانة الطرق وعودة أعمدة الإنارة مرة أخرى، إضافة إلى فتح مدخل ومخرج في المنطقة وتوفير مياه شرب صالحة للشرب بناء "فرن عيش" مُدعم وتفعيل الرقابة على فرن المؤسسة حتى يذهب رغيف الخبز لمستحقيه، وتوفير وسائل موصلات تابعة لهيئة النقل العام بالمرحلة الرابعة بمساكن سوزان مبارك، وتوفير الأمن الكافي حتى تسود حالة من الهدوء في المنطقة بخلاف ما يحدث من قبل قوات الأمن من تدخل بعد وقوع الكارثة، وتوفير فرص عمل كافية للشباب عبر بناء أسواق على أرض ساحة انتظار الدويقة. كما منح أهالى منطقة الدويقة من خلال البيان الخاص بهم المسؤولين مهلة مدتها أسبوع، وإن لم يتم التجاوب لمطالبهم بشكل جدي ستكون هناك قرارات تصعيدية، مؤكدين: "السكن الكريم الآمن المُستقر.. حقا وليس مطلباً".