أعرب عدد من المنظمات عن قلقها البالغ من ارتفاع وتيرة التحرش الجنسي والعنف ضد المتظاهرات في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الأخيرة في أعقاب إعلان الحكم في قضية مبارك يوم السبت الثاني من يونيو 2012. ويأتي القلق من معدلات العنف غير المسبوقة، والتي أجمع شهود العيان على حدوثها، دافعا البعض إلى الاعتقاد أنها ممارسات عمدية لإقصاء النساء من محيط التظاهر والاحتجاج. وللأسف تنجح مثل هذه التصرفات في إبعاد النساء، وبخاصة في أثناء ساعات الليل التي يقل فيها التمثيل النسائي في الميدان بشكل ملحوظ أكثر من جميع المرات السابقة. وتؤكد المنظمات، في بيان مشترك لها مع بعض الحركات والأحزاب، أن "الممارسات المهينة التي يتعرض لها المتظاهرات، والتي تنتهك حرمة أجسادهن وسلامتهن الجسدية، تمثل عائقا يحد من مشاركة النساء في المجال العام وفي تشكيل حاضر ومستقبل البلاد وتنفي المتظاهرات خارج دائرة الفعل السياسي". وفي هذا الصدد تقول نهى، إحدى المتظاهرات التي تعرضت لحادثة تحرش جسدي، "لقد كان الميدان مزدحما جدا يوم الأحد، وتعرضت لحادث تحرش جنسي ولم أستطع تبين المتحرش نظرا للزحام، منذ ذلك اليوم لم أتوجه للميدان مرة أخرى ولا أنتوي المشاركة في أي مظاهرة أو مسيرة مقبلة، لأني لا أريد أن يتم التحرش بي". وتوضح المنظمات أنه "في الوقت الذي تنتقد فيه القوى الثورية ممارسات المجلس العسكري والقوات المسلحة من تطبيق كشوف العذرية وانتهاك المتظاهرات جنسيا وجسديا في أحداث مجلس الوزراء، فإن بعض "الدخلاء" على الميدان نفسه يمارسون ذات الانتهاكات تحت غطاء الزحام". وتقول متظاهرة أخرى، رفضت الإفصاح عن اسمها، "يزداد الأمر سوءا عندما تكون الفتيات بمفردهن أو برفقة متظاهرات أخريات، وكأنني ملزمة باصطحاب أي رجل معي حتى أتجنب أو أقلل احتمالات التعرض للتحرش الجنسي". وتشدد المنظمات على حق النساء "في ممارسة حقوقهن المدنية والسياسية بحرية تامة، وفي التظاهر والتجمع السلمي دون أن يتم التعرض لهن من الأمن أو من جموع المتظاهرين، وذلك دون الاضطرار لتذكير الجميع بدور النساء في الثورة وفي الميادين المختلفة وعلى الخطوط الأمامية، فهذه الحقوق مكفولة للجميع دون التمييز على أي أساس". وتناشد المنظمات جميع المتظاهرين بالكف عن انتهاك حقوق المتظاهرات، وتؤكد أنه "على الجانب الآخر، فإن عمل ممرات آمنة للنساء أو كوردونات لحمايتهن لن يأتي بالنتيجة المطلوبة، وسيزيد من عزلة النساء واستضعافهن". وتهيب المنظمات بالجميع بجعل مليونية اليوم الجمعة 8 يونيو، "عنوان لاحترام المتظاهرات"، كما تؤكد على المتظاهرات "عدم السلبية في مواجهة هذه الاعتداءات وإبلاغ الخطوط الساخنة للمنظمات النسوية وطلب الدعم القانوني والنفسي". وضمت الهيئات والحركات الموقعة على البيان كلا من: تحالف المنظمات النسوية، الاتحاد النسائي المصري، الحزب المصري الديمقراطي "لجنة المرأة"، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي "لجنة المرأة"، الحزب المصري الاشتراكي "لجنة المرأة"، حركة بهية يا مصر، حركة مصريات من أجل التغيير، حركة مصريات من أجل المستقبل، خريطة التحرش الجنسي، حركة مصرية حرة، ائتلاف نساء الثورة، مجموعة صوت المرأة المصرية، مجموعة ثورة البنات، مبادرة محاميات مصريات "خطوات للأمام"، الاتحاد القومي لاستقلال المحاماة، المعهد المصري الديمقراطي، مركز رسوه لدراسات حقوق الإنسان.