يعتقد المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، نبيل زكي، أن هناك الكثير من الأسباب التي يكفي أحدها لعدم انتخاب مرشح جماعة الإخوان المسلمين ورئيس "الحرية والعدالة" لرئاسة الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، بدءا من يقين زكي بإقامة مرسي للدولة الدينية، وحتى تكوين إمبراطورية تجارية إخوانية محل إمبراطورية "الوطني" المنحل. سأل "الوطن" في البداية عن هذه الأسباب، فرد زكي قائلا: انتخاب مرسي يعني التمهيد لإقامة دولة دينية في مصر، وهنا ينبغي التذكير بتصريح حديث للمرشد العام لجماعة الإخوان، قال فيه إنهم يسيرون على طريق إقامة دولة الخلافة، وكما هو معروف، فإنه الدولة الدينية لا مكان فيها للحريات السياسية والثقافية والفنية، وحرية الإبداع. وسيستخدم الإخوان الدين في مواجهة خصومهم، فمن يخالفهم يعد خارجا على الإسلام ورافضا لتطبيق شرع الله، ثم كافرا. يضاف إلى ذلك أن الأحزاب الدينية عندما تستولي على السلطة لا تتركها أبدا، إنما تتحايل لإعادة صياغة الدساتير والقوانين على نحو يكرس بقائها في السلطة إلى ما لا نهاية. وما دليلك على ذلك؟ هذا ما تؤكده التجارب الفعلية، فهناك دول دينية قامت بالفعل، مثل السودان وفي إيران، والمعروف أن الثورة الإيرانية قامت على أكتاف الليبراليين والشيوعيين، لكن مصيرهم توزع بين الشنق أو السجن أو النفي، ويرأس الدولة في إيران الآن مرشد أعلى لم ينتخبه أحد، ويملك في يده كل السلطات. مامدى خطورة سيطرة الإخوان على مؤسسة الرئاسة، بعد سيطرتهم على البرلمان؟ الإخوان يحتلون الآن رئاسة مجلس الشعب ورئاسة مجلس الشورى، وسوف يشكلون الحكومة لأن هذا من حقهم، فلا معنى لاستيلائهم أيضا على موقع رئاسة الجمهورية لأن هذا معناه سيطرتهم على كل مفاصل السلطة، وهذا لا يختلف في شيء عن نظام الحزب الوطني السابق. ويعزز من ذلك أن أداءهم في الشهور الأخيرة، في البرلمان، وفي ما يتعلق بالجمعية التأسيسية للدستور، كان يتجه بشكل واضح إلى الإقصاء، والرغبة في السيطرة، وهي الرغبات التي امتدت إلى القضاء والإعلام. هل تعتقد أن يحقق الإخوان العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة؟ هناك إمبراطورية مالية وتجارية إخوانية جديدة ستحل مكان إمبراطورية أحمد عز، وربما تكون أقوى أشرس، وهي تحديدا إمبراطورية نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر وشريكه حسن مالك، وبالتالي يعود زواج المال والسلطة، ويتم الاكتفاء بنظام الصدقة، أي الإحسان، الذي يفضله الإخوان، وهو بعيد عن فكرة العدل الاجتماعي التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير. وماذا تتوقع بشأن سياسة مرسي الخارجية؟ سياسة الإخوان المسلمين الخارجية تنطوي على التبعية لأمريكا، وهنا لابد من الإشارة إلى أن جميع المبعوثين الأمريكيين الذين زاروا مصر بعد الثورة، جلسوا مع قيادات الإخوان وحصلوا منهم على تأكيدات وتطمينات بعدم المساس باتفاقيات كامب ديفيد أو اتفاقية الكويز، ثم نشرت صحيفة "الجارديان" خبرا مهما لم يكذبه أحد، عن أن جماعة الإخوان وجهت رسالة لحركة حماس، التابعة لها، تطلب فيها عدم إثارة أي نزاعات مع إسرائيل. هل يقبل مرسي وجماعة الإخوان بالنتيجة لو جاءت في غير صالحهم؟ الأمر المثير للقلق أن مرسي من الآن يعلن، ما معناه، أن فوزه في الانتخابات يعني أنها نزيهة، وأن سقوطه يعني أنها مزورة، فأين الثقة في الشعب المصري والناخب وصناديق الاقتراع. وهذا يعتبر ابتزازا سياسيا، وتهديدا بنشر الفوضى في البلاد إذا لم ينجح مرشحهم.