أرجع سياسيون وقانونيون المحاولات التى يقودها قيادات تنظيم الإخوان لنفى «وثيقة الاغتيالات» فى قضية خلية مدينة نصر، إلى التنسيق المتبادل بين تلك المجموعات الجهادية والتكفيرية والإخوان، وقالوا إن تلك العناصر الإرهابية بمثابة خط خلفى للأحزاب والجماعات الدينية السياسية، ورأوا زيارة محمد البلتاجى، أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، للنائب العام، للاطلاع على تفاصيل القضية «غير قانونية»، وأنهما يسعيان لطمس الحقائق وإنكارها، وأن الزيارة تضع العديد من علامات الاستفهام بشأن الصلاحيات المخولة إليهما، ومدى تبعية النائب العام لمؤسسة الرئاسة. وقال الدكتور أحمد دراج، وكيل مؤسسى حزب الدستور، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن النظام الحاكم يستغل عدداً من الشخصيات للعب دور يتمثل فى تشويه المعارضة ومحاربة كل من يحاول فضح ممارسات النظام الحالى. وتابع: «أعتقد أن النظام الحالى يسير على درب نظام مبارك من خلال تجنيد عدد من الشخصيات للعب دور المعارضة الشكلية»، مؤكداً أن «سلطان» و«البلتاجى» يسعيان لطمس الحقائق وإخفاء ما يتعلق ب«وثيقة فتح مصر» لمصلحة الإخوان. وأوضح دراج أن زيارة البلتاجى وسلطان للنائب العام «غير قانونية، وتضع العديد من علامات الاستفهام بشأن الصلاحيات المخولة إليهما من النظام الحاكم، ومدى تبعية النائب العام لمؤسسة الرئاسة»، مضيفاً: «يجب ألا يطلع هؤلاء على مثل هذه الوثائق لأنها تُعتبر وثائق سرية وتمس صلب القضية». وكشف دراج، عن وجود اتصالات جرت بينه وبين أحد أعضاء جبهة الضمير الوطنى، إبان تأسيسها للمشاركة فى الجبهة، مؤكداً أن حلمى الجزار وسلطان والبلتاجى جرى إقحامهم فى جبهة الضمير من قبَل تنظيم الإخوان، بعد أن انتهى أعضاء الجبهة من كتابة ورقة العمل والوثيقة الخاصة بها. ووصف الدكتور محمد أبوحامد، رئيس حزب حياة المصريين، لجوء عصام سلطان والبلتاجى إلى النيابة العامة لكشف حقيقة وثيقة الاغتيالات التى تضمنتها وثيقة «فتح مصر» بأنه «حلقة من حلقات توزيع الأدوار بين رجال الإخوان، للحفاظ على الجماعة، ومن أجل حبك السيناريوهات بهدف النجاح فى تمرير خطة التمكين». وقال أبوحامد: «هما يحاولان تحسين صورة التنظيم خلال نفى حقائق تتعلق بمجموعات لديها علاقات معهما، لأن معتقداتهم وأفكارهم جميعاً لم تتغير ولم يرجعوا عنها، ولهم أيادٍ فيما حدث من هدر دماء أثناء الدعوة للخروج فى مظاهرات 24 أغسطس الماضى، أو أحداث العنف التى شهدها محيط الاتحادية، فهما يمارسان التدليس لمصلحة الإخوان، وأدوارهما أشبه بدور الحاوى، لقلب الحقائق، فهم ملوك التدليس». وقال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن ممارسات الإسلاميين الفترة الأخيرة، وتهديدات القتل، وفتاوى التكفير، فضلاً عن وثيقة الاغتيالات، تكشف عن زوال الحاجز الوهمى بين الأحزاب والجماعات الدينية والإرهاب، قائلاً: «المشكلة الآن أننا أمام جماعات لديها خياران، إما التمكين والانفراد والهيمنة، أو السلاح وبحور الدماء»، لافتاً إلى أن مصر ليست بعيدة عما حدث فى تونس. وأضاف: «ما حدث فى تونس يشبه تماماً ما يحدث الآن فى مصر، وسبق اغتيال المناضل التونسى شكرى بلعيد فتاوى تكفيرية، واتهامات بالعمالة والتآمر على الدين والدولة»، مشيراً إلى أن الفتاوى الدينية تكون مقدمة لعمليات الاغتيال السياسى. وقال «زكى» إن نفى الإخوان لوجود وثيقة الاغتيالات، يعود للتنسيق المتبادل بين التنظيم والعناصر التكفيرية الجهادية، وإن هذه المجموعات هى الغطاء الخلفى للإخوان ومن فى عباءتهم، مضيفاً: «الدعوة للعنف، والتهديد بالنار والسلاح، بدآ مع تصريحات خيرت الشاطر، الرجل الأول فى الإخوان، التى هدد فيها بالكفاح المسلح والجهاد إذا لم يفز محمد مرسى». وتابع: «بلا شك الإخوان لديهم ميليشيات مسلحة، وشوهد أفراد بالإخوان وهم يقودون الهجوم على معتصمى الاتحادية، فضلاً عن الشباب النشطاء الذين قُتلوا، فيما يشبه عمليات اغتيالات منظمة ومتعمدة، ما يُعد أكبر مؤشر على أن الاغتيالات بدأت، لا سيما أن جميع هؤلاء الشباب ضد الرئيس مرسى، وبعضهم لهم صفحات ومواقع مناهضة للإخوان والإسلاميين». وقال المحامى عصام الإسلامبولى، أستاذ القانون، إن البلتاجى وسلطان يحاولان إثبات أن وثيقة الاغتيالات مفبركة، وتصيّد الأخطاء لجريدة «الوطن»، مضيفاً: «ليس لهما صفة ليفعلا ما فعلاه، واسماهما ليسا مدرجين ضمن القائمة، ويحاولان استمالة الجماعة الإسلامية، من أجل مكاسب سياسية وانتخابية، لأن هدفهم الأول والأخير هو استعادة موقعهم فى البرلمان لاكتمال التمكين». أخبار متعلقة: «الوطن» تواصل كشف أسرار وثيقة «فتح مصر» التحقيقات فى قضية «خلية مدينة نصر» تكشف: المتهمون خططوا لاغتيال رموز قبطية وشخصيات عامة وضرب «القناة» بالزوارق الحربية المتهم التونسى في التحقيقات: أنتمى ل«إخوان تونس».. والأجندة الخضراء تخصنى.. ونتدرب على تصنيع المتفجرات للجهاد في سوريا مفاجأة.. «الاستئناف» لم تتسلم ملف قضية «خلية مدينة نصر» أعضاء النيابة ل«طلعت»: إطلاع «البلتاجى» و«سلطان» على التحقيقات إفشاء للسرية.. وتسييس للنيابة خبراء يحذرون: وثيقة الاغتيالات تزج بالمجتمع فى دائرة «العنف والفوضى» محامى المتهمين يكذب «سلطان» على الهواء: «الكشكول» تضمن قائمة اغتيالات بصور الشخصيات