حذر عدد من الخبراء الاستراتيجيين والمعنيين بشئون الجماعات الإسلامية، من أن وثيقة «فتح مصر»، تُعد بمثابة «جرس إنذار»، لدخول المجتمع فى دائرة عنف ودماء واغتيالات لن تنتهى، وأوضحوا أن انتشار الفكر التكفيرى والخلايا الإرهابية يرجع لعودة عناصر جهادية بعد الثورة، وخروج عناصر تكفيرية من السجون دون مراجعة أو ضوابط. وقال نبيل عبدالفتاح، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن وثيقة «فتح مصر»، التى صدرت عن خلية مدينة نصر الإرهابية، إعادة إنتاج لبعض الخطابات التكفيرية التقليدية التى مارستها الجماعات الإسلامية فى ظل حكم الرئيس الراحل أنور السادات، «المسلمون»، التى عرفت إعلامياً بجماعة «التكفير والهجرة»، التى اتبعت استراتيجية التكفير لقيادات ورموز الدولة. وأضاف ل«الوطن»، أن هذا الاتجاه يحاول خلق حالة من الانفصال النفسى والدينى بين كوادر الجماعة من العناصر الشابة على تردى مستويات الحياة والعزلة إلى تأييد مثل هذه الأفكار، التى تجد بالفعل هوى وقبولاً لدى الأجيال صغيرة السن التى لم تتكون بعد معارفها الدينية الإسلامية ولا تكوينها الفكرى والفقهى فى هذا الصدد، ولذلك كان يسهل على شكرى مصطفى، زعيم تنظيم التكفير والهجرة، وبعض قادة «المسلمون» أن يصدروا مؤلفات تتضمن تكفير المجتمع والدولة واستهداف بعض القادة الدينيين والسياسيين، وقال: «نحن أمام إعادة إنتاج لخطاب أيديولوجى فقهى قديم، ووجدنا بعضاً منها لدى عناصر الجماعات السلفية الجهادية». وكشف عبدالفتاح، عن أن تلك الأفكار يعتنقها عدد من المجموعات والخلايا الأخرى غير خلية «مدينة نصر»، خصوصاً فى سيناء، مشيراً إلى أن مثل تلك الأفكار تنتشر وتعيش فى ظل حالة من الإحباط وما يحدث فى البلاد من محاولات استئثار بالسلطة. وحذر من أن الأيام المقبلة ستشهد استهداف رموز الدولة فى ظل بيئة التكفير الخصبة التى يصدر فيها بين الحين والآخر بعض الفتاوى والآراء المرسلة وغير العلمية التى تفتقد للفقه والتأصيل السليم بتكفير المخالفين. وقال الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الأفكار المتطرفة موجودة فى كل مجتمع، لكنها ليست ظاهرة، فالتطرف موجود منذ أيام «الخوارج»، وحذر من أن استهداف شخصيات عامة قريباً أصبح وارداً، فى ظل هذه الأجواء المضطربة وأعمال العنف. وقال الدكتور عماد جاد، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام: إن وثيقة «فتح مصر»، وما جاء فيها من تهديدات بالقتل واستهداف الأقباط، هى نفس «الفكر التكفيرى»، ونفس المجموعات التى قتلت الدكتور حسين الذهبى، وزير الأوقاف الأسبق، وحين يكون هناك مجموعات تستخدم الدين ستاراً للسياسة تخرج دائماً مجموعات أكثر تطرفاً وتشدداً، وحذر من أن هذه المجموعات والخلايا ستتزايد، واعتبرها نتيجة منطقية لما سماه «استخدام الدين فى السياسة». وعن استهداف الأقباط، قال «جاد»: إن ما كان مطروحاً فى السابق هو استهداف أموال الأقباط لكن الجديد هذه المرة هو استهداف نساء الأقباط وما لم يعاد ضبط العلاقة بين الدين والدولة، واستمرار الإخوان فى الحديث عن الدين وتوظيفه فى السياسة، ستتزايد مجموعات تكفيرية تتخذ من العنف منهجاً، مثل خلية مدينة نصر، ولن تكون خلية واحدة بل عشرات الخلايا، وفى لحظة معينة سيتحول هذا الكلام النظرى عن العنف لحقيقة، فى ظل غياب الأمن الذى لم يعد يدافع عن المجتمع وتتحول مصر لدولة ميليشيات. وشدد الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية وعلوم الاتصال، على أن الوثيقة التى تستهدف رموز المجتمع وتكفير النظام، تكشف عن أن هناك عناصر جهادية داخل مصر كانت تشارك فى أفغانستان واليمن ومن حماس، تضع قائمة للاغتيالات وتكفر معظم التيارات الإسلامية. وحذر من حدوث اغتيالات منظمة واستهداف لرموز المجتمع ومنشآت الدولة قريباً، فى ظل توافد كميات للسلاح من ليبيا لمنطقة سيناء، ما يعطى قوة للجماعات الجهادية والفرق المنظمة مثل «البلاك بلوك» و«الفرقة 95 إخوان»، وهو ما ينذر بالجريمة المنظمة، وأن استمرار ذلك مع «ثورة الجياع»، وخروج شباب العشوائيات وأطفال الشوارع ينذر بدخول مصر على فوضى وانتشار للجريمة المنظمة، خصوصاً مع انهيار المؤسسة الأمنية. أخبار متعلقة: «الوطن» تواصل كشف أسرار وثيقة «فتح مصر» التحقيقات فى قضية «خلية مدينة نصر» تكشف: المتهمون خططوا لاغتيال رموز قبطية وشخصيات عامة وضرب «القناة» بالزوارق الحربية المتهم التونسى في التحقيقات: أنتمى ل«إخوان تونس».. والأجندة الخضراء تخصنى.. ونتدرب على تصنيع المتفجرات للجهاد في سوريا مفاجأة.. «الاستئناف» لم تتسلم ملف قضية «خلية مدينة نصر» «الجماعة» تنفى وجود «الوثيقة» لدعم العنف والإرهاب وزيارة «البلتاجى وسلطان» للنائب العام هدفها «إخفاء الحقائق» أعضاء النيابة ل«طلعت»: إطلاع «البلتاجى» و«سلطان» على التحقيقات إفشاء للسرية.. وتسييس للنيابة محامى المتهمين يكذب «سلطان» على الهواء: «الكشكول» تضمن قائمة اغتيالات بصور الشخصيات