جاءتنى محادثات هاتفية ورسائل عديدة بعد الحوار الذى أجراه معى زميلى العزيز الدكتور معتز بالله عبدالفتاح فى برنامج «بهدوووء» مساء الاثنين الماضى. ولمن لم يشاهد الحلقة فقد كنت ضيفاً أحاول أن أشرح وجهة نظرى فى المشهد السياسى الحالى واحتمالات المستقبل القريب من خلال اجتهادات شخصية تحتمل الصواب أو الخطأ. ولقد عشت حياتى كلها مؤمناً بأنه لا يوجد أى إنسان يمتلك احتكار حق الصواب الدائم فى كل القضايا وفى كل المواقف على أساس أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه وأن المعصوم الوحيد هو سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعدما أسلم الروح لم يعد على ظهر كوكب الأرض من هو معصوم من الخطأ فى الرأى أو الاجتهاد. معظم المكالمات التى وصلتنى كانت شديدة الكرم فى إبداء ملاحظات إيجابية حول ما قلته فى تلك المقابلة إلا أن الأمر المذهل أن كثيراً من الذين اتصلوا بى لم يفتهم أن يكون ما قلته هو نوع من التسريب الذكى أو التسويق المتعمد لفكرة قيام الرئيس مرسى بطرح شرعيته لانتخابات رئاسية مبكرة عقب انتخابات البرلمان. كما أننى أقسمت أيماناً مغلظة بأننى والله العظيم أقدم اجتهاداً شخصياً أتحمل نتائجه وتبعاته وأننى لا ألعب لعبة أحد، ولا أسوق فكرة أحد وليس لى ثأر مع أحد. كلامى من ضميرى ومن رأسى وهو اجتهاد يمكن قبوله أو رفضه أو تطويره، إنها مجرد محاولة مخلصة لإعمال العقل والتفكير من خارج الصندوق الضيق الذى عاش العقل المصرى فيه أكثر من 75 عاماً من الآراء الأحادية. لماذا يصعب على بعض الناس أن يصدقوا أن هناك مخلوقاً بشرياً قادراً على التفكير سواء كان تفكيره هذا صواباً أو خطأ لكنه استخدام عقله وخرج بفكرة ما؟ يا سكان مصر المحروسة اتفقوا أو اختلفوا مع بعضكم البعض المهم أن تكون أفكاركم من ضمائركم ومن قلوبكم ومن وحى معايشة هموم البلاد والعباد. وكما قال حكيم صينى منذ 5 آلاف عام: «كن صادقاً تنفتح أمامك كل العقول والقلوب المغلقة». ليس مهماً أن أصيب أو أخطئ الأهم أن أصدق القول.