أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن قلقها البالغ إزاء المستجدات في واقعه تعذيب محمد الجندي، الذي توفي عقب تعرضه للتعذيب بعد إلقاء القبض عليه في أحداث ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكانت وزارة العدل قد صرحت بأن الجندي توفي نتيجة حادث اصطدامه بسيارة أعلى كوبري أكتوبر، وعلى النقيض كان عدد من الأطباء المتخصصين قد ناظروا الجثة، وأثبتوا أنهم من خلال المناظرة وجدوا بها إصابات وأثار تعذيب، ما يرجح الشهادة الخاصة بالشاهد الوحيد المنشورة بجريدة "الوطن" اليوم، والتي جاء فيها أن شريف البحيري – الشاهد الوحيد - كان عضوا بتنظيم الإخوان، وكان ضمن مجموعة شبابية إخوانية، عددها نحو 18، توجهوا لمعسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر، لانتزاع اعترافات من المقبوض عليهم في المظاهرات الأخيرة وفي يوم 28 يناير، تلقى اتصالا من أصدقائه الإخوان -رفض ذكر أسمائهم- وتقابلوا في شارع الهرم، واستقلوا سيارة ميكروباص توجهت بهم لمعسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر، وكان في انتظارهم ضباط يرتدون زيا مدنيا وفتحوا لهم أبواب المعسكر، وانتظروا بعدها قرابة 15 دقيقة، ثم دخلت سيارة شرطة «لوري» تقل قرابة 60 شابا، وأثناء نزولهم من السيارة دخل الناشط محمد الجندي في مشادة مع أحد الضباط بسبب احتجازه دون مبرر، ففصلوه عن الباقين وأدخلوه غرفة، وبدأوا تعذيبه والاعتداء عليه بالأيدي والأقدام وضربه بسلك حديدي بمختلف أنحاء جسده، وتولى شباب الإخوان تعذيب الباقين في غرفة أخرى، لإجبارهم على الاعتراف بتقاضي 5 آلاف جنيه من قيادات جبهة الإنقاذ. وأكدت المنظمة أن مثل هذه الممارسات إن صحت تعد جملة وتفصيلا انتهاكا لحق الإنسان في سلامة الجسد وعدم تعرضه للتعذيب واحترام آدميته، بما يتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وقواعد الشرعة الدولية، لأنه من غير المعقول أن تحدث هذه التجاوزات في حق المواطن البسيط، دون إعلان الحكومة اعتذرا رسميا وتحقق في ملابسات الواقعة. ومن جانبه، أكد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية، أن مثل هذه الممارسات لا تجوز أن تحدث في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي قامت من أجل القضاء على الحكم الاستبدادي وممارساته التي انتهكت حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة أن يعدل حزب الحرية والعدالة عن مثل هذه الممارسات، احتراما لحقوق المواطن المصري. وتطالب المنظمة النائب العام بالتحقيق الفوري في واقعة دخول مدنيين إلي معسكر الأمن المركزي بالجبل الأخضر والقيام بتعذيب الشهيد محمد الجندي حتى الموت وآخرين وتقديم كل من تثبتت إدانته إلى محاكمة عادلة. أخبار متعلقة: شاهد عيان: فرقة من الإخوان شاركت فى تعذيب «الجندى» حتى الموت الشاهد الرئيسى فى قضية «الجندى» يتلقى تهديداً بالقتل: «تراجع عن أقوالك أو دمك حلال» محامى «الجندى»: شاهد القضيةالأساسى اتهم«الإخوان» بتعذيب المعتقلين فى معسكرات الأمن