الحقيقة الوحيدة فى محاكمة القرن هى «الشهداء»، لدينا قضية تناثرت أوراقها وتكاثرت حتى تعدت ال60 ألف ورقة، ولدينا آلاف الفيديوهات التى ضجت بها مواقع الإنترنت، ترصد عمليات قتل لمتظاهرين دهساً وقنصاً، ومئات الآلاف من الصور الفوتوغرافية كانت حاضرة «ما بين الطلقة والشهقة»، وأهالى شاهدوا القتلة فى أعين جثث ذويهم المبتسمة، وشهود كانوا حاضرين، بعضهم فى أماكن صنع القرار، وآخرون فى أماكن تنفيذه، وكاميرات وضعتها أجهزة الأمن ل«تطويق» القاهرة، ورصد أنفاس من فيها، فوق المتحف المصرى ومجمع التحرير ومبنى التليفزيون. كل الدلائل كانت تؤكد أن حكماً قاسياً سيصدر، إذا ما سارت الأمور فى نصابها الطبيعى، لكن التوقعات الأحلام تناثرت وتهاوت، حتى صدرت أحكام البراءة، لنجد أنفسنا من جديد فى المربع رقم صفر، مربع يبحث فيه الجميع عن إجابة محددة، لسؤال شغل المصريين مع سقوط أول الشهداء فى السويس «من قتل الثوار؟»، لتقودنا الإجابة إلى سؤال آخر: لماذا قيدت القضية ضد مجهول، وما الذى حوّلها من قضية شهد الجميع عليها، إلى قضية مهلهلة لا تعرف لها رأساً من قدم، وهو ما حاولنا الإجابة عنه، أعدنا تحليل الشهادات الرئيسية فى القضية، للأربعة الكبار، المشير طنطاوى واللواء عمر سليمان ووزيرى الداخلية منصور العيسوى ومحمود وجدى، ناقشنا تحقيقات النيابة، طرحنا أسئلة حول كيفية تحول الشهود من الإثبات إلى النفى، سألنا الشهود أنفسهم، تهرب ضباط الشرطة من الإجابة، لكننا تحدثنا مع اللواء نشأت الهلالى مساعد وزير الداخلية فى عهد حبيب العادلى، حتى أوراق الداخلية الخاصة التى تهاجم الثوار وتتهم مجموعات مجهولة بإطلاق الرصاص على الثوار والشرطة فحصناها - اكتشفنا ضمن تلك الأوراق وجود رجال شرطة مسلحين أحاطوا بالميدان للتعامل. حاولنا - قدر الإمكان - أن نعرف من قتل الثوار ولماذا قيدت القضية ضد مجهول. أخبار متعلقة: جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟! جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية» جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم