يبدو أن السادة الحكام يتنافسون فى سباق محموم لاستفزاز الشعب المصرى حتى الموت.. لتصبح لدى المواطن اختيارات متعددة كمبدأ «ديمقراطى إصلاحى صندوقى».. يا تموت يا مواطن برصاص القناص الحى.. يا إما متولع فيك بالمولوتوف، يا إما متعذب ومتكسر، والسيدات والآنسات أيضاً لهن اختيارات فى الإهانة والمرمطة، يا إما تحرش عادى، يا تحرش بالسلاح الأبيض ،يا تقطيع هدوم وهتك عرض الجسد، يا إما اغتصاب، وآخر اختيار هو الموت كمداً وغيظاً بالاستفزاز من تصريحات أسيادنا الحكام. الرئيس يتحدث فى مؤتمر القمة الإسلامية عن أن المصريين يعملون فى هذه المرحلة على بناء واقع جديد لتأسيس مستقبل أفضل!!! وطالب سيادته باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل البشر لأنها مبادئ عالمية.. وطالب كمان بتشريعات لمواجهة الكراهية والتمييز والعنف ضد الأشخاص بسبب العرق أو الدين، وكمان التصدى للفتنة الطائفية بالحوار والتثقيف.. والحقيقة أهم حاجة حكاية التشريعات دى، لأن احترام القوانين هو السمة السائدة للثورة المجيدة السلمية مية المية.. واحتمال أكون متجنية وظالمة ويكون قصده احترام حقوق الإنسان خاصة حق التعرية والبلبصة والسحل.. والمساواة بين النساء فى التحرش والاغتصاب وكمان حق كل الشباب الصغير فى التصفية والتعذيب حتى الموت.. واحتمال أن الحريات المتفق عليها عالمياً هى فى حرية قتل الصحفيين وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى وضرب الإعلاميين وإغلاق القنوات.. أما التصدى للفتنة الطائفية بالحوار فالحقيقة مفيش أحلى من قنوات الدعاة وحوار الدعاة وألسنة الدعاة، حتى إن أحدهم برر الاغتصاب بوصف المغتصبات بالصليبيات والمطلقات والأرامل، وهذا هو الحوار المثقف للثورة المجيدة، وآخر يصف السيد المسيح «بالواد ربنا» وأحلى من احترام العقائد والأديان مفيش.. والحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه.. هذا هو الواقع الجديد للمستقبل الأفضل للمنتحرين والموتى غيظاً وكمداً وانفجاراً ويأساً، والأكيد أنه واقع جديد فعلاً.. ولو إنى مش متأكدة.. لكن أكيد. أما السيد رئيس الوزراء فهو ذو قوة قتل سداسية.. فهو يطلق تصريحات فى وجوه المصريين وهو هادئ الأعصاب مبتسم مرتاح البال وكأنه يتحدث عن فيلم رومانسى.. قال لا فُض فوه ليناقش تفشى العنف والقتل والسحل.. «إن العنف ليس حلاً وإن المجتمع يعانى من مشاكل مهمة جداً، يعنى حمادة ده مثلاً ما بيدفعش كهرباء.. وغالباً لا كهربا ولا مية».. ولكنه لم يسترسل فى علاقة المواطن العارى الذى يُضرب ويُركل بالأقدام بالكهرباء والمية والفواتير.. والصراحة هى معادلة صعبة جداً تدل على تحديات المرحلة والمستقبل الأفضل. أما أحلى تصريح فكان عن تفشى الإسهال فى الريف بسبب جهل الأمهات وعدم تنظيف الأثداء قبل الرضاعة وبعدها.. وبرر هذا الجهل بأن هذه القرى محرومة من الصرف الصحى والمياه النظيفة منذ عام 2004 لما كان هناك.. ويقول أيضاً: أنا متأكد بس مش عارف لكن أكيد إن الستات فى بنى سويف بيضطروا للذهاب إلى الحقول لقضاء الحاجة فيتم اغتصابهن!!! ولكنه، إحقاقاً للحق، لم يحدد أى ريف هذا الذى ذهب إليه، وهل هو فى مدغشقر أم فى بلاد تركب الأفيال. ويبدو أن سيادته ساقط تاريخ وجغرافيا ومنطق ولا يعرف أن رضاعة الثدى هى أهم وقاية من الإسهال.. وأن الفلاحة المصرية تذهب للحقول منذ سبعة آلاف عام للعمل وليس لقضاء الحاجة، يا إما ثقافته المصرية توقفت عند فيلم «الحرام» وجدر البطاطا.. ويحتاج إلى تظبيط الجمل التعبيرية فى تتابع يؤدى إلى عبارة مفيدة.. عبارة واحدة توحد الله.. يا إما المسألة محتاجة لعلاج سريع، يا إما العالم دى متسلطة علينا علشان تقلل التعداد.. وكله هيكون ميت موتة ربنا. أحسن نكتة مريرة سمعتها «إن اللى بنى مصر كان فى الأصل ما أخدش بقية حسابه.. عشان كده ربنا مش مبارك لنا فيها».. جاتنا نيلة فى أيامنا الهباب.