بصفتى من كبار السن وعلى مشارف العام الثالث والخمسين، ألاحظ الكثير من الجحود والنكران وعدم اعتراف الغالبية العظمى من الأبناء بفضل الله وكرمه. بعيدا عنى وعن زوجتى التقية النقية الصابرة الصامدة فى مواجهة أعباء وآلام ومتاعب ومعاناة الحياة، وقد أكرمنا الله بخمسة من الأبناء ثلاثة من الذكور واثنتين من الإناث ثلاثة منهم أنهوا تعليمهم واثنان لا يزالان فى التعليم، وكلهم ونحن معهم بمشيئة الله نتمتع بتقوى الله وبالأخلاق الحسنة وبالصحة والسلامة.. بعيدا عنا، فإن جحود وعقوق الوالدين مظاهرهما واضحة فى المجتمع، أجد أبرزها وأهمها على سبيل المثال لا الحصر: إرسال الوالدين لدار المسنين وعدم السؤال عنهما بعد ذلك وأحيانا كل ثلاثة أعوام مرة. تفضيل الزوجة فى المعيشة وفى المعاملة على الوالدين، وشتم الوالدين والاعتداء عليهما بالأقوال السيئة البذيئة، وبالضرب. الخصام مع الوالدين ومقاطعتهما للاختلاف فى وجهات النظر وإرضاء للزوجة، ويصل الحال إلى طرد الوالدين خارج المنزل والامتناع عن الإنفاق عليهما وعلاجهما. قيام الأبناء بالزواج فى عدم حضور والديهم لأنهم ليسوا على مستوى أهل الزوجات، فى نظر ورأى هؤلاء الأبناء الجاحدين والمغضوب عليهم من الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، إلا إذا تابوا ورجعوا إلى الله مرة أخرى. ومن المعروف أن رضا الوالدين من رضا الله ورسوله، وغضبهما من غضب الله ورسوله، ولاترفع الأعمال ولا تقبل إلا بصلة الأرحام ورضا الوالدين. والوالدان هما حلاوة الدنيا وبهجتها وفرحتها وعطرها الجميل، وعندما تموت الأم ينزل هاتف من قبل الله يقول للابن: «ماتت التى كنا نكرمك لأجلها فاعمل خيرا نكرمك من أجله». وعندما ماتت أمى خلال شهر أبريل الماضى 2012 شعرت كأن الحنان والرحمة والحب والنور والسعادة والبهجة وراحة النفس والقلب والبال ضاعت وماتت معها وانتهت. وأدعوا الله أن يجعلنا من المرضين له ولرسوله سيدنا محمد، ولوالديهم ولأرحامهم، ويجعلنا من عباده المتقين المهتدين الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحسن الله ختامنا ويجعلنا وكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات من المستورين فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه سبحانه.