يراقبون الأزمة ويشعرون بخوف شديد مما هم مقبلون عليه، فإذا كانت فزاعة الثانوية العامة دائماً ما تلاحق الطلاب وأسرهم، فإن أزمة هذا العام وما حدث من تسريب للامتحانات زادت من هموم الطلاب وقلقهم على مصيرهم. يوسف علاء، بدأت استعداداته للثانوية العامة مبكراً، بالاتفاق على تلقى دروس خصوصية فى منتصف شهر أغسطس المقبل: «أنا مش خايف من الثانوية العامة، أنا قلقان من الخوف وحالة التوتر اللى هتجيلى قبل فترة الامتحانات». «يوسف»: «نظام فاشل.. يعنى إيه سنة واحدة تحدد مستقبلى».. و«صلاح»: «ناس ذاكرت 10 شهور وناس ما ذاكرتش وعرفت الامتحان».. و«صفوت»: «أصحابى بيقولوا لى عايزين نعدى وخلاص.. ما بقتش فارقة» «نظام الثانوية العامة فاشل، يعنى إيه سنة واحدة بس تحدد مستقبلى ومصيرى؟» كلمات يعبر بها «يوسف» عن غضبه، ويرى أن تقييم الطالب من المفترض أن يبدأ من الصف الأول الإعدادى وحتى الثالث الثانوى، أى يتحدد مصير الطالب من خلال مجمل مجموعه فى السنوات ال6، فلو تعرض أحدهم لظلم أو ظروف ما فى إحدى السنوات، يكون قادراً على التعويض فى السنوات التالية. أما عمر صلاح فيعيش فى قلق بالغ بسبب مرور شقيقه بالثانوية العامة هذا العام، وأحياناً يشعر أنه من تسربت وتأجلت امتحاناته، رغم أنه يتبقى له عامان لخوض نفس التجربة، آملاً ألا يتبدد حلمه فى الالتحاق بكلية الإعلام: «بفكر فى مستقبل أخويا ومستقبلى، وخايف عشان شفت ناس ذاكرت 10 شهور وناس تانية ما ذاكرتش وعرفت الامتحان». قلق مصطفى أبوحمد على مصيره المقبل فى الثانوية العامة، ومتابعته لها عن كثب أحزن والدته «رانيا سرحان»، ملقية باللوم على أولياء الأمور الذى يحملون أبناءهم ما يفوق طاقاتهم بسبب ما ورثوه من أن كليات القمة هى الأفضل، ما يضع الطالب تحت ضغط شديد للوصول إلى المجموع الكبير بأية وسيلة، بينما الأهم أن يدرس الطالب ما يحب، وهو ما تحاول تطبيقه مع ابنها، وتقترح اختبار قدرات الطالب من بداية الصف الأول الثانوى، حتى يدرس الطالب بعدها ويتخصص فيما يحب، ويكون مؤهلاً للكلية التى تناسبه. تحكى «رانيا»: «المفروض يكون فيه تفكير واهتمام من الطلبة والدولة بالتعليم المتوسط، والجهات كلها تعترف به، لكن للأسف فيه نوادى ومدارس لغات ووظائف ما تقبلش المقدم لها لو والده تعليمه متوسط، وده عامل أزمة وبيزيد الضغط على أبنائنا». «عمر صفوت» طالب فى الصف الثانى الثانوى، يقول: «خفت من اللى حصل طبعاً زيادة عن خوفى من المذاكرة»، على العكس من أصدقائه، الذين يتجاهلون مرحلة الثانوية العامة: «بيقولوا لى إنهم عايزين يعدوا وخلاص ما بقتش تفرق»، متمنياً هو الآخر الاهتمام بالتعليم المتوسط.