أكد حزب المؤتمر، الذي يتزعمه السيد عمرو موسى، أن أحداث العنف التي وقعت أمام قصر الاتحادية أمس تبعث برسالة إلى النظام، مفادها أنه حان الوقت كي يأخذ مطالب المعارضة بجدية، وتوضح احتياج مصر لحكومة وحدة وطنية ذات كفاءة، تستطيع إدارة الأمور بشكل أفضل. وقال الحزب، في بيان له صدر اليوم، إن الأمر يحتاج أيضا إلى أخذ قضية تعديل الدستور بجدية، والإقدام الفوري على التحقيق في الأسباب التي أدت إلى استشهاد وإصابة مواطنين في محافظات القناة والقاهرة، وغيرها من المحافظات في الأحداث الأخيرة. وحذر من أن الوضع الخطير في مصر يمكن أن ينتهي إلى انهيار الدولة واقتصادها ولُحمتها الاجتماعية، مشددا على أن الهجوم على الاتحادية غير مبرر إطلاقا، وليس له نتيجة إلا الفوضى والصدام والعنف المتبادل، وأن العنف شيء والتظاهر شيء آخر، فالتظاهر السلمي حق لا شك فيه ويجب حمايته. وقال مجدي مرشد، عضو الهيئة العليا للحزب، إن "آلام مصر أوجعت حزب النور وجبهة الإنقاذ الوطني، ولديَّ توجس من أن سياسية الدكتور محمد مرسي وحزب الحرية والعدالة لا تعطي الثقة في أننا سنحصل على نوع من الاتفاق في الحوار"، مشيرا إلى أن معارضتهم ليست نوعا من المؤامرة، كما يردد البعض. وناشد رئيس الجمهورية العمل على إنقاذ مصر، لأن "هناك نوع من الغليان الشعبي إثر الدماء التي أريقت من أبناء الوطن، فالدماء التي نزفت هي دماء المصريين جميعا التي أوجعتنا، ما دفع المعارضة لاتخاذ خطوات فعلية، والمطالبة بتشكيل حكومة طوارئ". وحذر مرشد من استخدام العنف، قائلا: "لا ننبذ العنف اليدوي فقط، بل اللفظي أيضا، ولابد أن يكف الجميع عن تلك الألفاظ التي نسمعها اليوم خلال وسائل الإعلام"، منتقدا أداء جماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرها جماعة "لا تمتلك الكوادر القيادية الكافية لإدارة مصر وحدها". وأضاف أنه على الإخوان وحزب الحرية والعدالة العمل على النهوض بالصحة والتعليم والزراعة، بدلا من القوافل الطبية وكل ما يحدث أثناء الانتخابات من مخالفات. وأكد أن جبهة الإنقاذ وحزب المؤتمر ليسا طرفا ثالثا، مؤكدا أن "الطرف التالت مصطلح يتغير بتغير الظروف، وكل فترة يشار إلى فصيل معين على أنه ذلك الطرف"، لافتا إلى أن "بلاك بلوك" جماعة لها طريقة معينة للمطالبه بالحقوق و"لا يمكن أن نتهمهم بالخيانة"، نافيا أن تكون تابعة لجبهة الإنقاذ. وطالب عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر بضرورة إيقاف نزيف الدم فورا، محذرا الشرطة من استخدام القمع مرة أخرى في مواجهة الشعب الثائر، فهذا "أسلوب خاطئ يؤجج من غضب الشعب"، منوها بأن المعارضة لديها رؤية واضحة، وتريد دولة مدنية لا تقع تحت قبضة حزب حاكم. وانتقد أداء حكومة قنديل، مشيرا إلى أنها "أثبتت أنها غير قادرة على إنقاذ مصر، ولا تعطينا الإحساس بأنها تملك خطة معينة لطمأنة المواطنين"، ومشددا على ضرورة استيعاب حزب الحرية والعدالة للموقف الحاصل الآن، ومدى الضغط الشعبي الرهيب الذي يشهده الشارع المصري، مضيفا: "نعطي حزب الحرية والعدالة الفرصة الأخيرة لإنقاذ مصر، ولكن ما نلمسه الآن هو كبرياء وغرور وحالة من التمويه الإعلامي للتغطية على ما يحدث، ووصف للمعارضين بالخيانة والتخريب"، معربا عن أمله في أن "تفرض الانتخابات المقبلة من يرى الشعب أن يستطيع تمثيله، وأن يحترم كل طرف الآخر ونتيجة الانتخابات".