لو كان قد حكى لنا أن الطبيب يستطيع متابعة انقسامات الجنين وهو جالس فى بيته لقلنا إنها فيلم خيال علمى ولكن الخيال صار حقيقة، ففى ثورة التكنولوجيا التى يعاصرها العالم، لا يتوقف التقدم فى علوم الطب عند حد معين كما لا يقف طموح الأطباء عند أفق ما، ففى سابقة فريدة من نوعها ولأول مرة فى الشرق الأوسط ينجح طبيب مصرى فى أن يحصل على حضانة «الإمبريوسكوب» «Embryoscope» وهى كما يقول عليها الأطباء الحضانة «المعجزة» نظرا لقدراتها الفائقة فى مجال أطفال الأنابيب وعمليات الحقن المجهرى. كان د. شريف باشا، استشارى أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب، يفكر فى شراء حاضنة «الإمبريوسكوب» وذلك أثناء حضوره أحد المؤتمرات الطبية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيقول فى حواره مع «الوطن»، «راودتنى الفكرة وأخذت تدور فى عقلى وقلت لم لا أحاول شراء تلك الحضانة؟»، ويضيف أنه عندما ناقش الفكرة مع زملائه، تعجبوا جدا وقالوا له ذلك «إنه حلم مستحيل» نظرا لغلائها الفاحش فهى أغلى من الحضانة العادية بمراحل. ولكن د. باشا لم يستطع أن يرى ابتكارا جديدا فى مجال أطفال الأنابيب يزيد من فرص الإنجاب فى مصر ولا يحاول أن يفيد به شعبه فيقول «لا بد للأطباء أن يوفروا قدر الإمكان للمرضى كافة السبل الممكنة لشفائهم». وبالفعل فقد استطاع د. شريف باشا أن يضم لمركزه «صن رايز للخصوبة»، حضانة «الإمبريوسكوب» وبهذا فهو يعد أول مركز فى الشرق الأوسط يحصل عليها. وتعد حضانة «الإمبريوسكوب» الأوروبية المنشأ تقنية مبتكرة تمثل ثورة فى مجال الطب الجنينى، فيقول د.شريف إن تلك الحضانة تتميز عن مثيلاتها من الحضانات العادية فى أنها تحافظ على الجنين نظرا لأنها لا تجعله يتعرض للعوامل والظروف الخارجية، ففى الحضانة العادية يقوم الأطباء أثناء إجراء أطفال الأنابيب بأخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة ثم يتم إخصاب البويضة بالحيوان المنوى فى أنبوب الاختبار ثم تعاد البويضة المخصبة أى الأجنة إلى رحم الأم وفى اليوم الخامس يتم التفرقة بين الأجنة الجيدة وغير الجيدة وبذلك يكون قد تعرض الجنين للظروف الخارجية مثل الضوء والحرارة قبل النزع مما يعرض الجنين لإمكانية التلف. ويضيف د. باشا أن «الإمبريوسكوب» قضت على مشكلة تلف الجنين وذلك لأنها تحتفظ بالجنين وكأنه داخل رحم الأم وبالتالى فالحضانة تحافظ على سلامة الجنين لأنها تقوم بمراقبة الجنين منذ البداية فلا داعى لإزالته لمراقبة جودته. ويضيف د. شريف أن تلك الحضانة تتميز بوجود كاميرا داخلية تلتقط الصور بشكل مستمر للتطور الجنينى فهى تقدم صورة حية لتقدم الجنين منذ اليوم الأول وهى تصور كل الانقسامات للجنين المنتظمة وغير المنتظمة على شاشة الكمبيوتر، ففى اليوم الخامس تتم مشاهدة كل صور الجنين بدقة، بحيث يستطع الطبيب أن يرى انقسامات الجنين المختلفة فى خلال ثلاث دقائق فقط ومن ثم يستطيع الطبيب أن يستبعد الجنين ذا الانقسامات غير المنتظمة، ويضيف د. الباشا أن الحضانة تساعد الطبيب على ملاحظة معدل الانقسامات الخلوية وبناء الخلية للجنين فمتابعة الانقسامات الخلوية وتنقيتها ترفع بشدة من فرص نجاح أطفال الأنابيب. ليس هذا فحسب فالحضانة موصلة بالإنترنت حتى يستطيع الطبيب متابعة الانقسامات من البيت أو فى أى مكان حتى خارج البلاد. وعن الحالات الأكثر استفادة من تلك الحضانة يقول د. باشا إن حالات الفشل المتكرر المجهولة السبب لعملية أطفال الأنابيب، وحالات الإجهاض المتكرر المجهولة السبب أيضاً، هما أكثر الحالات استفادة وذلك لأن متابعة انقسامات خلايا الأجنة يزيد من فرص نجاح أطفال الأنابيب وبالتالى يزيد من فرص الإنجاب أيضاً بمعدل 10%.